وهم منال صبرى- بين مطرقة الحاضر وسندان الماضى العنيد- ومضة نقديةمتواضعة (نشرت لأول مرّة على صفحات ملتقى نور الشمس الأدبى):-

وهم منال صبرى- بين مطرقة الحاضر وسندان الماضى العنيد- ومضة نقديةمتواضعة
(نشرت لأول مرّة على صفحات ملتقى نور الشمس الأدبى):-
==================================
النص:
" وما زال يعيش الوهـم..!!"
أراه يلفظ أنفاسه اللاهثة
كل صباح على خيال وجهها لصبوحا
حلوة كالبلور الصافي
كان يحاول أن يسقي لنفسه كؤوس الأمل
لا يدري بأنه يطلب المستحيل..
وهل ذنبها أنها تريده أن
ينظر للواقع أكثر ..؟
هل ذنبها أنها لا تريده
أن يعيش الوهم
أكثر من ذلك ..؟
هي ترى بأن هناك
جدران تفصلهم
وهو يتداعى حتما
ستسقط كل الجدران بينهم
هي ترى بأن لكلا منهم
محطة تختلف عن الأخرى
هو يرى بأن الوسيلة
تكاد تكون واحدة ...
قال عقله من الجائز
أن يجتمع الكل في
عربة حياة واحدة
هكذا يريد أن يقنع نفسه ..
هكذا يطلق نفسه ليدع رغباته
تسير على قدميها
هناك بعض الأفكار تتفجر في
الإنسان تلقائيا دون أن يتجشم
عناء البحث عنها
تطفو على عقله هكذا يحملها
وحي يطرق بها بابه الداخلي
فيوقظه ويخرجه من صمته
لذا آثر أن يغلق عينيه على عالم غريب
لتخترق كلمة " أحبـــكِ " أذنه
تذكر حينما نطقها لها ...
كانت مشتعلة .. متوهجة بالمشاعر ...
رجعها له صدى السكون الأجوف
موحية له بأشياء كثيرة ...
أشياء تلهب الحواس وتثير
الخيالات فتومض في
رأسه صورة مدفونة
صورة شيء كان يتمنى
أن يتحقق ...

فأي ألم يعانيه هو..؟
هاهو كعادته يدلف إلى
داخل الغرفة وأصابعه
مشتعلة بعود ثقاب ..أضاء
به المصباح
وظل مأرجحا تحت لفحات البرد
المتسربة عبر الثقوب
المنتشرة من الشباك
كان يريد أن يخرج
نفسه من هذا الجو الحزين
أراد أن يكتب ... أن يتخيل
فما زال له طريقته البارعة
في مزج ألوان خياله
فتخرج من بين أنامله
كلمات كلوحة رسمتها
يد فنان بارع
زعق بصوت عال كالنشيج
قائلاً : لمَ تفعل معي الدنيا هكذا ؟
لمَ هي ضدي .. لمَ لن تمنحني
لحظة سعادة واحدة ..؟
حقا كانت لحظة متوترة
مشحونة بالحزن والألم..!

وهل ذنبها أنها تريده
أن يعيش الواقع أكثر ؟
وأن ينظر لحياته
ومستقبله بعيداً عنها ..؟!!
لمتى سيظل يحلم بها ..ويتمناها ..؟
هل أيام .. شهور .. سنين ...؟!!
لمتى سيطول وهمه هذا ..؟!!!

هو يرى صور التزييف
والمهانة أطلت عليه برءوسها
فألجمت لسانه
هاهو استيقظ على صوت
محذرا إياه قائلاً له :
أنت واهم أيها العاشق المسكين
ما زالت ولا تزال هناك
جدران عالية تفصل بينكما
ولم تستطيع الوصول لها...
وفجأة نهض ووجدها بالنهاية
صفقت الباب في وجهه
كان ذلك لأجله .. لأجل أن
يفوق من خيالاته وأوهامه ..
انتفض هو وأدرك أن ما
يحلم به هو المستحيل
لذلك آثر أن يكسر
جدار الصمت فارتفع
صوته
وأجاب ورفع عينيه الداميتين
قائلاًبصوت مجروح :
أصحيح أني كنت واهم..؟!!.
===========
الومضة النقدية:-

مقدمة:
لى شرف
الحضور
لكى أعانق
ثم أصافح
حرفك المعطار
كى تتعطريمناى
التى تنمنم
إبداعى فيتعطر.
وأقول:
العنوان:
"وما زال
يعيش الوهـم..!!"
صنع صدمة عطرية
رغم أنه طويل مأخوذ
من نسيج النص،ويفيد
استمرارالعيش!!
والسؤال الذى يفرض
نفسه على ذاكرة المتلقى
من الذى يعيش؟
هل هناك بلاغة مصطنعة
بحرفية المبدعة
خاصة وأن مازال
فعل ناسخ يدخل على
الأسماء وليس على
الفعل يعيش وشخصنت
الوهم لتجعله يعيش؟
ويصبح مبنى العنوان
على النحو التالى:
ومازال الوهم يعيش؟!
هذا المسلك جائز ويتقبله
المتلقى فور تلقيه النص.
أم الفاعل محذوف وتقديره هو
ضميرللمفرد الغائب
حذفته عمدا من قائمة
الخاطبين لودها
لتغيبه فى الوهم المعاش؟!
وهذا أيضا وارد..ألخ.
ومن هنا نرى التعدد
حقلا خصبا للطلاقة.
أما عن تلقى النص بأكمله:
فقدتلقاه نفر من عصبةآدم
ممن ينتمى إليها المُغيّب الواهم
و بعض من صُويحبات
حوّاء السامقة
المتعالية على
اعتبار أنه مقالا!! .
وأنا أحترم تلقى الآخر
وإن اختلفت معه لسبب
رئيس هو حرية التلقى
حيث أراه حكيا فى
أسلوب سردى رشيق ماتع
تفادى الإستعراض اللغوى
وقومسة الحقل الكلماتى
فى حوارية ماتعة
بلا تشفير ممل أو
ترميز مخل.
أما عن الحبكة القصصية:
ففى النص حوارية بين الجنسين
الذكورى والأنثوى هو وهى لعب
كل منهما دوره بحنكة فى
زمن تعدى ساعات اليوم
الواحد - كل صباح - مما قد
يدخله فى مستهل الراوية
،وذلك
فى لوحة نمنمتها
ريشة كلامتيةمبدعتنا القديرة.
مثلت تلك اللوحة بجدارة
لقطة سينمائية يقال
عنها نقديا فلاش باك
من لوحة العهد التليد
بألوان درامية ضبابية قاتمة
زادتها الضبابية والقتامة
جمالا.
ذلك الذى
يختلف عن مثيله الراهن
الذى انقلب الهرم فيه على
رأسا على عقب!.
وأصبحت
قمته السامقة
فى القاع تؤانس القاعدة
متأثرا بعوامل
التعرية المجتمعية
فقر وغلاء وبطالة.....ألخ
التى أصابت المجتمع
بوباء العنوسة
خاصة فى مدنه المتمدنة!!.
وقدهذبت تلك العوامل
المتكبر فأصبح متواضعا
لا يمنعه مانع من من
أن يرتبط بمن هو أدنى.
ففى كل يوم نرى
العجب العجاب:
طبيبة أومهندسة..ألخ
تحمل فى
جعبتها مؤهلا
عاليا ترتبط
بمن هو أدنى ، وفى
حالات أخرى
بمن لا يحمل إلا
الشهادتين - شهادة
أن لاإله إلا الله
،وأن سيدنا
ومولانا وحبيبنا
محمد رسول
الله طب القلوب
وطبيبها الذى
كتب روشتة علاج
ناجع من هذاالوباء
فشرّع بحكمة
التزويج
وكان
بعض القرآن
الشريف مهرا!!،
وكذلك خاتم النحاس -
طمعا فيما جمعه من
عمله فى مطعم، أو بيع
الجرائد ،وجمع الفواكه
وكنس الشوارع فى
بلدة العم:" بنطالونى"
إبن عم "برلسكونى" !.
دام ابداعك الراقص
على لحون الموسيقى
التصورية التى تؤكد
أن ما كتب ليس مقالا.
هذا ما تلقيته فإن
أصبت فلى أجر!.
وإن لم أصب فقد
أصابت منال صبرى
ولها أجران:
الأول عن إبداعها
والثانى عن طلاقة
العمل الإبداعى
الملقى فى مدارك
التلقى والتأويل وعندها
أهمس لها
أنت قاصة واعدة.
إن سرت فى
هذا الدرب قد
تلتقط كاميرات التصوير
السينمائى شذا
جمالك المُورّث
فى أعمال إبداعية
عزيزة
عليك لأنها ستكون
من بنات
أفكارك الوارثة لذاك
الجمال أيضا.
على أمل لى هو
كتابة كلمات
الأغانى اللازمة
ونعود إلى
العصر الجميل هروبا
من أفلام الحداثة!!.
فهل ياترى من
الواهم الذى يؤانسه
الوهم المعاش ؟!.
هى الرافضة المتعالية
التى تعيش فى
زمن غير زمانها؟!.
أم هو
ذاك المبدع الواهم
الذى يتلقى فيتلقف
فهمه الحاد حروف
مرور ها الحاتمى
على ماحاول أويحاول
كتابته كما
جاء بالنص!؟؟.
أترك الإجابة
للقارئ العزيز.
وفى النهاية أقول
دمت مبدعة قاصة
قديرة وناقدة أريبة.
و أرى أن مكان
هذا الإبداع هو
سراج القصة
القصيرة والراوية،
وليس سراج الدراسات
النقدية الذى
يحمل اسما
لايطابق جلَّ محتواه
والذى يمكن إدراجه
تحت سراج المقالات
هذاإن رأت الإدارة
الفنيةالأدبية
لمنتدانا الغالى ذلك
وإن لم تر فسنسير
خلف الوهم الجميل
إلى أى مكان حتى
وإن حمل السراج
لنا عدو.ٌ !..
وعندإسدال الستارة
فى نهاية فصول إبداعك
الربيعى الممسرح
لك ودى الوارف
بحجم الملكوت.

وقالت القاصة منال صبرى فى الرد:
.. الراقي عبدالوهاب موسى..
سعدت بهذا النقد
وسعدت بكلماتك الراقية في حقي
وفعلاً تم النقل لقسم القصة والرواية
فأنا من هواة كتابة القصص القصيرة
التي تحوي بين كلماتها القليلة والمختصرة
الكثير والكثير من المعاني والأفكار التي لا حصر لهما
وقصة وما زال يعيش الوهم المغزى من وراء كتابتها
هو تصوير حالة يتعرض لها شاب يائس مثله مثل الكثير من الشباب
الذين يأملون في تغير بعض المفاهيم في هذا الزمن.
.. الشاعر والناقد الراقي عبدالوهاب موسى ...
دُمت بخير
خالص تحياتي وأمنياتي بالسعادة الدائمة

منال صبري

====================
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول

وقالت الشاعرة والناقدة جميلة الخلقة والخلق/ إنتصار صبرى مشاركة:-
المبدع عبد الوهاب موسى

’،

’،

::
قدت هنا عمل أثار بعض الآراء وكان من ضمنهم رأيي
فقد رأيت في البداية مشهد المرأة المتعالية التي ترى أمامها رجل
يتقذم ذل في عشقها ..بينما كان يناشد رأفة الحب في قلبها ويلتمس
عفوها ويتمنى قربها ويترجاها
جاء النص في مشاهد درامية تختصر أن الحبيب هنا يقول
سأقدم نفسي قرباناً كي أرتضيكِ...كان يتذلل الحب وكأنه يقول لها
أحبيني فإن لم تفعلي فستنتهي حياتي بأكملها وتكوني سبب وفاتي
هنا حبكة في الحوار بين العاشق حتى الثمالة وبين المعشوقة المتعالية .
لكن بعد ذلك رأيت نظرة أخرى للنص أن المعشوقة كانت متعالية لمكانتها
الباسقة بينما هو شاب لم يكن قدر مستواها عاش بعشقها وكانت نتيجة
هذا العشق مستحيلة كأن يأمل بحلم أكبر منه ولم يعي أنه أغرق نفسه بنفسه ... هذه
مشكلة أصبح يعاني منها الكثير .. يرموا بأنفسهم في بحر عشقٍ غارق وينبت سؤال
هل يعشق البحر شيئاً غير الموت ؟
ملكه الإنصات للسراب وتقَبيل أَقدام الوهم
أتأكد من هذا النص أن العاشق حتى صدى صوته لا يسمعه
كان يتكلم في فضاء لا آخر له لا صوت يجاوبه إلا صوت الوهم
بالنهاية سيدي قرأت لك أكثر من عمل
وهنا اقرأ لك نقدا أدبيا
وفي كل مرة أحاول التقرب منك
يحيرني الإبداع الذي يغلفك
أنت بحر وعلى شواطئك أخط لك كلمات
وفي لحظة أتى موج حيرتي ليأخذها معه ويرحل
( ويبقى الصمت في حرم الجمال جمال )

=====================
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول

» حلم مراد الساعى بين مطرقة التمنى وسندان الإعتقال- ومضة نقديةعلى قصيدته"حلم قيد الإعتقال":-
» أزمة النص بين مطرقة التعصب والمجاملة الزائدة وسندان الجهل والكبر وفقدان آليات الخطاب الثقافى المتحضر:-
» نداءات الرحيل لرؤوس الفساد بين مطرقة الوجوب وسندان التحريم!!
» نداءات الرحيل لرؤوس الفساد بين مطرقة الوجوب وسندان التحريم...!!:
» معنى الرجولة الضائع بين اشتياق منال شامى وغدر الحبيب ومضة نقدية: