حلم مراد الساعى بين مطرقة التمنى وسندان الإعتقال- ومضة نقديةعلى قصيدته"حلم قيد الإعتقال":-

النص:
حُلمٌ بِقَيدِ الإِعْتِقال

عُدْ رَبِيعَاً ، كَانَ صَفْوَاً
دَامَ حُلْمَاً ، دَامَ عِشقَاً ، سَاكِنَاً بَيْنَ الْجُفُونِ
حَارَ شَوقاً فِي هَيَامٍ كَالْجُنُونِ
قَدْ تَلاشَى خَلْفَ إِعْصَارِ الظّنُونِ
يَينَ غَيْمَاتِ الدّمُوعِ

شَبّ حُزْنٌ
لِمْ يَعُدْ قَلْبِي قَرِيبَاُ مِنْ هَوَاكِ
بَعْدَمَا ، حَطّمْتِ جِسْرَ الشّوقِ عَمْداً
وارْتَأَيْتِ النّارَ أَشْجَاراً ، وَظّلاً
واجْتَبَيْتِ الْبَينَ ، أَطْلالاً وَذِكْرَى
ثمّ صَاحَتْ زَهْرةٌ تَزْهُو بَهَاءً
تَسْتَقِى رُوْحَ الرّبِيعْ
تَلتَقِي فَجْرَ الْحَيَاةْ
يَا نَسِيمَا ، كَيْفَ تَنأَى عَنْ عطُورِي؟!
بَعْدَ أَنْ مَالَتْ غُصُونِي
فِي حَدِيثِ الْقَلْبِ لِي ، قَََدْ قََالَ عَنْكِ
كُنْتِ عِنْدِي
شَدْوَ طيْرٍ في الْمُرُوجِ
طَََلْعَ بَدْرٍ بِالضّيَاءِ
نِسْمَةً تَسْرِي أَرِيجَاً
تَحْتَوِيِنَا بِالأَمَانِي
تَحْملُ الأشْوَاقَ آمَالاً وَوِدّاً
جَنّةً عِنْدَ اللّقَاءْ
لَوْنُهَا ، لَوْنُ الأََصِيلِ
حَجْمُهَا ، حَجْمُ الْفَضَاءْ
شَوْقُهَا ، مِثْلُ اللّهِيبِ

فاذكُريِنِي
واذْكُرِي الأَيّامَ ، أَنْسَامَاً وَوِدّاً
و الْهَوَى فِيْهَا شَذِيّا
قَدْ سَمَا حَتّى غَدَا ، فِينَا شَدِيّا
طَلْعَ بَدْرٍٍ يَعْتَلِي ثَغْرَ المَسَاءْ
فِي هَيَامٍ عَانَقَ الأَزْهَارَ عِشْقَاً
فِي عُيُونِ الْكَونِ ، يَضْوِي
هَامَ سحْرَاً فِي سَمَاءِ الأُمْنِياتْ

ذِكْرَيَاتٌ قَدْ تَهَادَتْ ، تَسْاًلُ الأَطْيَارَ عنّا
أَيْنَ قَلْبٌ كَانَ يَزْهُو فِي وِصَالٍ؟
أَيْنَ حُلْمٌ ؟ صَارَ يَحْسُو مِنْ جِحُودٍ ، مِنْ فِرَاقْ
كَانَ طَيْفَاًً بَاسِماً ، فِي مُقْلَتَينَا
كَانَ طَيْرَاً ، شَادِيَاً فِي رَاحَتَينَا
حِينَ كُنّا فِي اللّقَاءْ
تَقْذفُ الأَمْوُاجُ ، أََصْدَافَ الْبِحَارِ
ثمّ نَعْدُو بَينَ أَحْضَانِ الرّمَالِ
مِثْلَ أَطْفالٍ ، وَنَلهُو لاَ نُبَالِي
كَمْ مَضَى وَقتٌ عَلَيْنَا
كَمْ بَقىَ مِنْهُ لَدَينَا
ثُمّ يَدْنُو اللّيلُ مِنّا
نَسْتَفِيقْ

بَعْدَ حِينٍ
َالْهَوَى أَضْحَى لَهِيبَاً
جِذْوَةً بَيْنَ الرّمَادْ
صَارَعِشْقاً مِنْ جُنُونٍ
فَاقَدَ الْوَعِي ، غَيُوباً فِي الظّنُونْ
قَدْ تَهَاوَى مِثْلَ أَوْرَاقِ الْخَرِيفْ
تَمْلأُ الأشْجَانُ قَلبِي
تَكْبرُ الأحْزَانُ يَومَاً بَعدَ يَومٍ
وَالرّجَا يَحْسُو الأَنِينْ
كُلُّ وَعْدٍ
قَدْ تَوَارَى فِي رَثَاءٍ
كُلُّ دَرْبٍ صَارَ يَزْوَي مِنْ جَفَاءٍ
كِبْريَاءٌ فِي هَوَاكِ
قَدْ أَفَاقَ الْحُلْمَ منْ وَهْمٍ الأّمَانِي

لاَ أَنَامْ
مِنْ طُيُوفِ تَحْتَوِينِي
وَالْهَوَى يَْستَصْرِخُ الأَحْزَانَ تَنْأَى
ذِكْرَيَاتٌ بَينَ أَوْهَامٍ وَيَأْسٍ
صَاحَ قَلْبِي
تَسْكنُ الآلامُ دَرْبِي
يُشْعِلُ الْفِكرُ الظُنُونْ
تَحْرِقُ الأحْزَانُ دَمْعِي
تُطْلِقُ الأَشوَاقُ صَيحَاتِ الْغَرِيْقْ
تستَغِيثْ

هَامَ نَجْمٌ
يُخْبِرُ الأَكْوَانَ عَنّا
حُلْمُنَا ، أَضْحَى بِقَيْدِ الإِعْتِقَالِ
صَارَ مَسْجُونَاً ، وَمَحْكُومَاً عَلَيْهِ
بَيْنَ قُضْبَانِ التّمَنّي

صَاحَ طَيْفٌ
هلْ يَمُوتُ الْعِشْقُ أَمْ يَصْحُو بِقَلْبِكْ ؟
هَلْ تَعُودُ الرّوحُ للأَزْهَارِ يَوْمَاً
هَلْ تَعُودْ ؟
هَلْ تَعُودْ ؟


شعر : مراد الساعي
==========

الومضة النقدية
مقدمة:
لى شرف
الحضور
لكى أعانق
ثم أصافح
حرفك المعطار
كى تتعطريمناى
التى تنمنم
إبداعى فيتعطر.
وأقول:
العنوان:
" حلم قيد الإعتقال"
به مزاوجة بين معنوى هو الحلم
ومادى هوحدث الأعتقال
صورة بلاغية جميلة فيها
أنسنة للحلم المعنوى يلقى فى جب الإعتقال.
القاموس اللغوى:
ألفاظه منتقاة بحرفية الشاعر المتمكن
متجنبا الإستعراض اللغوى الخانق
للمتلقى .
الصور البلاغية:
التقطتها موهبتة الشاعر ببراعة فى رمزية
موظفة بحرفية عالية مبتعدا عن
الترميز الممل والتشفير المخل
الذى نراه يغرق نصوص النثر الشعرى
والتى لاأسميها قصائدا أبدا!!.
كما نرى فى بحث الأنا
الشاعرة باستحالة الأمانى
حين قال مراد فى بحثه عن المراد:
"..........
............
هَامَ نَجْمٌ
يُخْبِرُ الأَكْوَانَ عَنّا
حُلْمُنَا ، أَضْحَى بِقَيْدِ الإِعْتِقَالِ
صَارَ مَسْجُونَاً ، وَمَحْكُومَاً عَلَيْهِ
بَيْنَ قُضْبَانِ التّمَنّي
صَاحَ طَيْفٌ
هلْ يَمُوتُ الْعِشْقُ أَمْ يَصْحُو بِقَلْبِكْ ؟
هَلْ تَعُودُ الرّوحُ للأَزْهَارِ يَوْمَاً
هَلْ تَعُودْ ؟
هَلْ تَعُودْ ؟".
نرى الأنا الشاعرة للشاعرا لقادمة من وادى عبقر
إلى وادى عفكروت الكئيب فى صورة طيف
نارى( يشتعل قلبه بنار العشق)متسائلا
خاتما باستفهام الأستنكار البلاغى:
هل تعود
هل تعود
......
وأقول: يامراد لا مراد طالما
باتت أحلامنا قيد الإعتقال
وهذا قولى كمخلوق عاف غياب الأحلام!.
أما الأنا الشاعرة لدى مازالت ترفرف فى
عالمهاالشعرى الميتافزيقى مع قرينك المذكور
كمدينة فاضلة ستتحقق
فيها كل الأمانى والمعشوقة فيها من الحور.
جازى الله قرينك الشعرى الذى ذكرنى بآخر
جزء من قصيدة كتبتها قلت فيه:
"......
لا تنتظر
فالحور مسكنها السماء
والأرض يسكنها البشر".
دام إبداعك المستفز للأنا الشاعرة
المتلقية عطورا من أريج إبداعك
فتثير شعريتها.
لك محبتى.