عراق يدخل عامه السابع تحت الاحتلال وعملائه بأكثر من أربعة ملايين بين قتيل وجريح ومعوق حلقة (6)
كانوا يلزمون الصمت , وبعد مطاردتنا من النظام , وهروبنا للخارج وثم الالتحاق "بالأنصار" كانت تجربة فاشلة ومأساوية لنا , ومن خلال الاحتكاك والنقاشات مع الأحزاب الكردية ونطالبهم بتوضيح لنا عن هذه الشروط , كانوا يقولون لم يطبق حكم الذاتي بشكل الكامل , وهذا جواب مبهم , وبعد مرور الزمان , أستطعنا أن نكتشف هذا السر من خلال نقاشات ساخنة وأسئلة تضعهم على المحك , تبين من ذلك يريدون جولاء وخانقين وديالى وتكريت والكوت وكركوك والموصل والقرى والأرياف , يعني يريدون أكثر من نصف أراضي العراق , من أجل جلب كل أكراد العالم وتسكينهم على أرض العراق , وقيادة الحزب الشيوعي كانت مساومة مع الأكراد , هنا يطرح أي مواطن تسأل بأن العراق وجد قبل وجود الدين وأكبر من الحزب وأكبر قضية الأكراد , يجب أن يقفوا مع وحدة العراق , وليس مع التقسيم وتفتيت وحدته وأنتهاك سيادته , وهذه المسألة تجلت بشكل أكبر الآن أمام أنظار الشعب العراقي , بأن هؤلاء ولاءهم ليس للعراق , بل لأجندة معادية لهوية وسيادة العراق , والمتابع للأنشقاقات التي حصلت طيلة مراحله , والملاحقـات من قبل السلطة , وأخطاء وجرائـم الحزب بحق رفاقه الذين ينتقدون جوانب السياسية والفكردية والتنظيمية , من استشهاد الرفيق " منتظر" ورفاقه إلى فتح سجون في شمال العراق للتعذيب الرفاق الذين يوجهون أراء نقدية لسياسته , وعن تواجد قوات الجيش الإيراني في شمال العراق , وعن مصير الرفاق الذين بترت أطراف أقدامهم من خلال شدة الثلوج والرفاق المرضى , تخلي عنهم في سوريا وسحب وسرقة الجوازات سفرهم..الخ . وجدير بالذكر نذكر جوانب اللأخلاقية الذي مضاها في بيروت , منطقة (الفاكهاني) حيث توجد بيوت حزبية , وعلى أثر هذه الفضيحة المدوية , صدر كراسة ( الحزب الشيوعي العراقي ضيع وثرثرة) وبالأسماء وعلى رأسهم العميل فخري كريم , علما كنت أحد كوادر منظمة بيروت , وهذه الفضيحة حقيقية وأنا شاهد على تلك ممارسات من قيادة الحزب وحاشيته الأنتهازية التخريبة , وأيضا هناك كتاب ( صراع الطبقي في الشيوعي العراقي) الذي يؤكد تبعية المطلقة للحزب الشيوعي السوفيتي , وأسباب الأنشقاقات والأنتهازية اليمينية والتخريبة في قيادة الحزب ..الخ كتاب في غاية الأهمية . مسألة الوطنية الحقة التي حملناها عن مقولة مؤسس الحزب (فهد) وهي معروفة للجميع الشيوعيين . لم يترك أرثا فكريا خلاقا مبدعا , نابع من الخصوصية العراقية , يمكن أن يستند إليها في أوقات السياسية الصعبة, كمرجع للأستفادة منها على صعيد المنهج الفكري المتطور . لم نرى أي مبادرة سباقة يضعها في صدارة الأحداث كانت من قبل السلطة أو أي ظاهرة تملي تحكمها على الحدث . يفترض أن تكون تجربة الحزب الشيوعي , مدرسة كفاحية ونضالية ومعرفية تستفيد منها كافة الأحزاب الشيوعية العربية وحركات التحرر الوطني العربي , مبنيا على عمر تجربته التاريخية الطويلة وقدرة التحدي والصمود عند رفاقه الأوائل، ورغم تعرضه للمحن القاسية , وقدرة الإيمان بمبادئـه التي ذهب خيرة من كوادره , وعتلى آلاف الشهداء من أجل الحرية , اذ تعرضت كوادر وأعضاء إلى الأقصاء والأستقالة نتيجة نقدهم للسياسة الحزب قبل أنعقاد مؤتمره الرابع وهي محاولة أنقلابية ضد جذوة الرفاق الوطنيين , حين تمنى خيانة رفاقه الذين ضحوا من أجل الحزب وحملوا السلاح في ظروف بيئية قاسية جدا , وطوال عمر منفى غدا أكثر من 30 عاما , وأستشهاد الشيوعيـين العراقين العرب على أيدي المجرم جلال الطلياني في أحداث مجزرة" بشت آشان", بالضرورة تكون خيانة للوطن حالة واقعية للزمرة عزيز محمد- حميد مجيد موسى ، وخيانة آخرى تجلت في أعلــن " الحزب الشيوعي الكردي " فانكشفـت النزعة العنصرية القوميـة عــند كل القـيــادات الكرديــة وأعضائه في الحـــــزب الشيوعي "العراقي "، مرتبطة وتـأتـمر بأمر البر-زاني والطلياني منذ كان عزيز محمد سكرتيرا للحزب ، وتجذرت وتعمقت أكثر في مراحل الحرب الإيرانية ضد العراق , واللقاءات و التنسيق مع المخابرات الأمريكية والبريطانية و (الموساد) والإيرانية , ثم دخوله مع دبابة المحتلين عام 2003 ودخوله في العملية السياسية الاحتلالية التي جسدت منعطف السقوط النهائي , سقطت كل القيم والأخلاق والثوابت الوطنية الحقة بل محى مكانته وتاريخه المشرف من ذاكرة الشعب العراقي، وأستبدل صورة ماركس وفهد , بصورة مجرم الحرب بوش معلقة في مكاتب الحزب, ونفخ كرشه " حميد مجيد موسى " حين دخل البرلمان الاحتلالي وفق صيغة المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية والفئوية والعشائرية, بختم من كعب حذاء بريمر وختم بمحبس الإسلام الطائفي السياسي متعدد العمالة لأمريكيا وإسرائيل وإيرانيا , الذين دمروا العراق على رؤوس أبنائه وامتهان كرامته وربط مستقبله في أتفاقية العار ، هنا لا بد من تطهير الوطني وتفكيك الحزب جذريا , لقـد لطـّخ كل تاريخه المجيد وألصقه بالخيانة العظمى , كان الحزب الشيوعي العراقي – الأتجاة الوطني الديمقراطي سباقا في تكوين نواته الأولى عام 1983 وأنعقاد كونفرسه عام 1991 يسترشد بالماركسية العلمية وبالديمطراطية الداخلية وإلغاء المركزية الديمقراطية ومتجذر هويته الوطنية لمصلحة العراق الموحد , ومناهض للأستقواء بالأستعمار الجديد , الأنجلو أمريكي صهيوني منذ أعلانه , بل يسعى تغيير النظام السابق بقرار عراقي وطني مستقل , أثـبتت، كل مواقفه وأستنتاجاته إلى ما آل إليه العراق الآن .