العراق يدخل عامه السابع تحت الاحتلال و عملائه بأكثر
من أربعة ملايين بين قتيل وجريح ومعوق حلقة (2)
الديمقراطية الحقيقية في جوهرها ، نتاج صيرورة عقد إجتماعي – توافقي - دستوري متوازن يهدف إلى تكافل المجتمع الواحد في التعايش السلمي في إطار الهوّية والأهداف والمصالح العليا التي يجري التوافق عليها سلميّا وقانونيّا , يشترط بالعقد الإجتماعي أن يعكس الدستور تأريخ وتراث وقيم وأعراف مكوّنات الشعب برضاها في ظروف طبيعيّة آمنة , إن الدولة الفاشلة و"الحكومة" الفاسدة والدستور والقوانين والممارسات المفروضة من قبل المحتل ورموزه ، لا تنشيء عقدا إجتماعيا ولا دستورا ولا هويّة عراقية ولا إنتخابات نزيهة ولا تمثيل ولا مصالحات ولا تحالفات ولا إئتلافات وطنيّة تعكس رغبة الشعب الحقيقية , إن فشل "الدولة والحكومات" وطلاّب السلطة ينتج أرضا غريبة مسخا تتصارع على جيفها الغيلان . لقد سقطت كافّة الإدعاءات والذرائع التي إستخدمتها الإدارة الأمريكية في غزوها وإحتلالها للعراق.. سقطت دوليّا في جانبها القانوني والسياسي والإنساني, كما فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في القيام بالتزاماتها كراعية للإحتلال نظرا لإحداثها تغييرات هيكليّة وسياسيّة وإجتماعيّة وإنسانيّة بما يخدم مصالحها الإستراتيجية ودون أي إعتبار للقانون الدولي وبروتوكولات جنيف ونورنبرغ وإتفاقيّات فينّا وحقوق الإنسان , أحدثت الإدارة الأمريكية وقوّاتها العسكريّة والأمنيّة كوارث بيئيّة وإبادات جماعيّة, وقبل ستة أعوام , الأحمق مجرم الحرب جورج بوش , بخطاب إلى الأمريكيين ولم يتجاوز الأربع دقائق , استهله بقوله:" في هذه اللحظة , بدا الجيش الأمريكي وقوات التحالف عملية عسكرية لنزع سلاح العراق , وتحرير شعبه , وحماية العالم من خطر محدق". وبعد ست سنوات من هذا الخطاب, مازالت القوات الأمريكية تواجة مزيدا من هجمات نوعية من قبل المقاومة الوطنية العراقية الباسلة , وتخسر المزيد من الجنود , في الوقت الذي انخفض فيه اهتمام الأمريكيين بالحرب ونتائجها , على الحساب الأوضاع الأقتصادية الصعبة , بعد الأزمة المالية العالمية, هذا ما أحدثه غزو العراق بعد نيسان عام 2003 ونحن نمر بذكرى السادسة البغيضة في الوضع الصحي و الإنساني مأساوي في العراق: هذه الأرقام ليست من نسج الخيال ولكنها أرقام من دراسات ومتابعات منظمات ومؤسسات وجمعيات عالمية ومهنية وإنسانية مشار إليها إزاء كل رقم ومعلومة. أما على الأرض والواقع فستوزع للعالم أقراص مصوره لغيض من فيض من العراق موثقة لمشاهد تعكس معاناة شعبنا من هول القصف والتخريب والدمار للبنية الأساسية والعنف والإرهاب والقتل الذي استهدف المواطنين وأطباؤه وكفاءاته وعلماؤه والتهجير القسري داخل وخارج العراق ومعاناة المرأة والأرامل واليتامى وانتشار الجريمة والأمراض والأوبئة وتجارة الدواء الفاسد والمخدرات ومخيمات المهجرين , ومجازر الاحتلال مع عملائه في حديثه والزنجيلي والمحمودية والفلوجة والنجف وديالى والرمادي والبصرة وفي كل بقعة من أرض العراق الطاهرة , ومئات الآلاف من الجثث المجهولة في قبور لا يعرف أصحابها غير"حكومة" الدموية الاحتلالية والتي دفنت في مقابر جماعية , والقصف العشوائي للمساكن والأحياء السكنية وتصفية المواطنين بحجة القضاء على الإرهاب والعنف مع الإنكار الكامل لحق العراقيين في المقاومة والتخلص من الاحتلال البغيض الغاشم والغير مبرر، مع إن كافة الشرائع والقوانين الدولية تكفل للشعوب حق المقاومة بكل الأساليب المتاحة، ولكني سأكتفي بالذكر نحن بلد فيه: 1- هاجر أكثر من 70 % من أطباؤه وكفاءاته وعلماؤه وخيرة ضباطه العسكريين. 2- تصفية أكثر من 5500 من علماؤه وكفاءاته و الأكاديميين و تصفية الصحافيين ,. 3- 70% من المستشفيات دون مستوى الأداء اللازم وما بقى بين مهدم أو مداهم أو مسروق. 4- 90% من الدواء المتواجد في الصيدليات غير مقيم وغير مسجل أو فاسد أو ملوث يجلب بالسوق السوداء عبر الحدود من شركات وهمية تنتشر فيه أعداد بآلاف من صيدليات و مذاخر غير مجازة تدار بأشخاص ليسوا صيادلة. 5- تستخدم فيه المستشفيات كأماكن للتصفية الجسدية العرقية والطائفية وإرهاب المليشيات. 6- وزارة الصحة تدار ضمن محاصصة طائفية تحدد هوية الوزير والمدراء العامين وتسيطر عليها أحزاب ومليشيات دينية وطائفية وعرقية ويعمها فساد مالي وإداري كبير ووفق تقارير هيئات النزاهة، طالت أكثر من 10 بليون دولار بسبب العقود الوهمية والارتشاء. 7- لا دور رقابي أو تصحيحي يذكر للنواب في البرلمان الاحتلالي بل ربما يكون لتداخلاتهم دورا سلبيا في حجم وطبيعة الفساد المالي والإداري. 8- انتشار الأمراض النفسية والإدمان على المخدرات وتنشيط زراعة الخشخاش والأفيون. 9-التلاعب بقوائم الأدوية الأساسية واستبدال مفرداتها. 10- انتشار الأوبئة وعدم مصداقية الإحصائيات أو افتقادها كالكوليرا والحصبة والخناق وداء القطط وتفاقم حالات التدرن ومرض الايدز. 11- فقدان سلامة الغذاء المستورد. 12-ارتفاع نسب وقوع مرض السرطان وطبيعة الحالات المسجلة حديثا وزيادة حالات الأمراض والتشوهات الخلقية بسبب تفاقم مضاعفات التلوث الإشعاعي وحرق الغابات والأشجار وتلوث الأنهار بالصرف الصحي و بالأخص بالوسط والجنوب بسبب استخدام اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض والقنابل العنقودية ومحاولات منع الإجراءات العلاجية والمسوح لمعرفة أماكن التلوث واستخدام وسائل التطهير منها. 13- فقدان التعاون والانسجام مع المنظمات الإنسانية والطوعية كجمعية الصليب والهلال الأحمر وغيرها والفساد المالي في جمعية الهلال الأحمر العراقية. 14- نقص الأدوية والمستلزمات و التخصيصات المالية لم تتجاوز 4 % من تخصيصات الميزانية في أحسن الحالات وبسبب الفساد المالي المستشري. 15- افتقاد الماء الصالح للشرب لأكثر من 80 % من السكان ونقص الكهرباء وافتقاد الصرف الصحي. 16- أعلى نسب لوفيات الأطفال وحديثي الولادة. 17- في العراق بعد الاحتلال: أكثر من مليون ونصف قتيل أكثر من خمس ملايين مهجر. أكثر من11 مليون يعيشون تحت خط الفقر. 18- ما يقارب مليونين أرمله خمسة ملايين يتيم , 19- أغتصاب النساء العراقيات في سجون الميليشيات والأجهزة الأمنية الموالية للاحتلال وسجون الأمريكية , 20- نقص غذائي لأكثر من 12 مليون.21- أكثر من 700،000 سجين وموقوف. 22- أكثر من 60% بلا عمل (بطالة) والقائمة طويلة ..!