العراق يدخل عامه السابع تحت الاحتلال وعملائه بأكثر من أربعة ملايين بين قتيل وجريح ومعوق حلقة (1)
بعد ست سنوات من غزو العراق والمجازر الأمريكية وأعوانه وتوجيه المحتل وأعوانه بمسخ سيادة العراق السياسية
والأقتصادية والثقافية والأنسانية وتشويه منجزات نخبه في ترسيخ القيم والأعراف والقوانين ومنظومات الدولة لأكثر من نصف قرن من الزمان, بعد كل ذلك من ضيم وضنى العراقيين , لايزال البعض من الكتاب والأدباء حائرة بين ضعفها وحيائها في مواجهة خسّة ونذالة الظلم والدكتاتورية الدموية , الأحتلال الأمريكي لاينتج نظما ومؤسسات وقوانين ديمقراطية تعمل لصالح العراق وكرامة العراقيين, المحتل ينشيء ظروفا فاسدة تتيح تنصيب عملاء وتابعين فاسدين, من بعض تلك الظروف : · تدمير منظومات الدولة وتهيئة ظروف ومستلزمات إشاعة فوضى القتل والرعب وملىء السجون بالأبرياء. · إختيار وتنصيب نكرات معروفة بخسّتها وإستعدادها للتعاون على هيكلة التدمير والتفكيك والظلم وأخرى هامشية مغمورة ترى في فوضى القتل وظلم الأبرياء طريقا لتحقيق مآرب نفوسها المريضة. · فرض قيم وأساليب وإجراءات دستورية وقانونية استعمارية تعمل على تفكيك العراق والدولة والمجتمع وإعادة تشكيله وفق المصالح الأستراتيجية للمحتل في المدى المتوسط والبعيد ( قوانين بريمر، القواعد العسكرية والأتفاقية الأمنية الأمريكية ، تغييب الهوية الوطنية وإقصاء النخب بناة الدولة العراقية بالقتل والتهجير، الفدرالية الأنفصالية والأقاليم ،المحاصصة العرقيّة والطائفيّة ، تقاسم المنظومات السيادية وآليّات صنع القرار في الرئاسة والبرلمان الاحتلالي، إن غزو وإحتلال العراق من قبل الإدارة الأمريكيّة وحلفائها وعملائها في(العراق الأمريكي الإيراني) في حقيقة أمره، برنامج في إطار خطّة إستراتيجيّة جيو- سياسيّة لمنطقة الشرق الأوسط ، أحد أهدافها الرئيسة إستخدام بعض المكوّنات العرقيّة والطائفيّة والدينيّة في عمليّة مقصودة يراد بها تفكيك وإضعاف عالمنا العربي وطمس هويّته, إن برنامج الحزبين الأمريكيّين في جوهره "واحد في خطوطه العريضة وإن الإدارات الأمريكية التي تستلم السلطة الدستوريّة تنحصر مهمّتها في تنفيذ المخطّطات وتعطى لتحقيق ذلك حريّة تكتيكيّة محدودة", السبب وراء كل ذلك، أن "بارونات المال" وشركاتهم العبر- قطريّة هي السلطة الحقيقيّة في تصميم وإدارة عمليّات الهيمنة الرأسماليّة في مناطق الصراع مع الغير, لذا فإن تدمير العراق ومنظوماته وإشاعة فوضى صراعات غريبة على أرضه ومجتمعه وجعل خيوطها بيد أجهزة مخابراتية وشركات أمنيّة وتنصيب حكومة عميلة صوريّة تعمل على تحقيق المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هو في حقيقة أمره قرارات أصدرتها بارونات الرأسمالية – العسكرية منذ بداية تسعينات القرن الماضي. المهم بالنسبة للبارونات الأمريكية السيطرة على النفط وتدوير رؤوس الأموال لصالح شركاتها ولايهمّها بعد ذلك من يحكم العراق وكيف يحكمه, ولتحقيق ذلك في العراق، نشرت أمريكا "ثقافة الرعب" و "إرهاب الدولة " و"تسلّط الحكومة" مما غّيب عقول الناس البسطاء الضعفاء الجياع وجنّدتهم لسياسات يجهلون أهدافها ومراميها يساعدهم في ذلك أجهزة القمع والأعلام الموجّه والجريمة المنظّمة. قامت الإدارة الأمريكية بتفكيك النظام السياسي والإقتصادي برمّته وأدخلت العديد من أوامر "بريمر" ضمن الدستور العراقي كتب بأيدي صهيونية كإعتماد "مبادىء السوق الحديث" و"خصخصة ممتلكات الدولة" وجواز " وجود قواعد عسكريّة في العراق ". إن الإدارة الأمريكية تقوم بتنفيذ أجندتها في العراق عبر منظوماتها السريّة و"وكلائها" من الحكّام المتعاونين لها الذين لاتتردّد في إقصائهم بأي وقت إذا ما أقتضت مصلحتها ذلك. فالإدارة الأمريكيّة هي التي توصلهم إلى سدة الحكم وهي التي تسقطهم عنه. تحت الإحتلال ،أوجد المستعمر في العراق "دولة فاشلة" و "نظام طوائف" و"حكومة فاسدة دموية" يتقاسم أجهزتها ومنظوماتها أمراء حروب ورؤساء أحزاب عرقيّة وطائفيّة ذات ولاءات متعددة يتحكّم في مسارات أنشطتها وتحالفاتها المال والتسلّط والجرائم الإنسانيّة والإقتصاديّة , يصرّ المستعمر الأمريكي في الإعلان عن سعيه المخادع في إرساء "الديمقراطية" كغطاء لجرائمه وجرائم أعوانه في "الدولة والحكومة" ومنظوماتها . إن الممارسات الأمريكية طيلة الفترة المنصرمة، تؤكد غياب الإلتزام الأخلاقي الحقيقي في دعوته بالحريّة والديمقراطية وحقوق الإنسان, فالديمقراطية الحقيقية في جوهرها تتعارض مع رأسمالية المحتل, فرأسماليّته تخدم المصالح الخاصّة لشركاته والديمقراطية الأصيلة تخدم المصالح العامّة, فهل من المعقول أن أمريكا الرأسمالية تتكبّد كل هذه الخسائر البشرية والماديّة في العراق من أجل تحقيق مصالح الشعب العراقي ؟!.