مقدمه
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين "
سيدنا محمد " النبي الأمي القرشي الأمين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم
الدين ...
وبعد
فهذا بحث بعنوان " أنماط التوكيد في صحيح البخاري ( في ضوء الألف المختارة
منه ) دراسة تحليلية إحصائية " ، حاول فيه الباحث أن يعرض لأهم أنماط
التوكيد التي وجدها بهذه المادة - عينة الدراسة - بصحيح البخاري " كلام سيد
المرسلين ( صلى الله عليه وسلم ) .
وكان دافع الباحث إلى اختياره ( صحيح البخاري ) منهجاً تطبيقيا في دراسته عدة أسباب :
- حب الباحث الشديد لكلام النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهو الأسوة
الحسنة لجميع أمته قولا وفعلاً ، فهو منبع أو منهل يفيض بالعلم والحكمة ،
كيف لا وقد قال عن نفسه ( صلى الله عليه وسلم ) : " أنا أفصح العرب بيد
أني من قريش " ، وقد استمد كلامه ( صلى الله عليه وسلم ) ديمومته من كونه
وحياً من رب العالمين ، حيث قال تعالى : " إن هو إلا وحيٌ يوحى " ، أي يوحى
إليه ( صلى الله عليه وسلم ) .
- أن حق الحديث الشريف على المسلمين قد هُضِمَ ، بسبب قلة الدراسات الأدبية
التي تتناوله بالتطبيق والتحليل والدراسة بصفة عامة ، والنحوية بصفة خاصة ،
وقد علل البعض ذلك بسبب كثرة الحديث وكثرة رواياته وصعوبة سياقها اللغوي ،
وهذا - من وجهة نظري - نتج أيضا عن قلة اهتمام العلماء بدراسته ، كما يعلل
البعض أن السبب هو ورود أحاديث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) - الذي هو
وحي من رب العالمين - بالمعنى لا باللفظ ، وهذا - من رأيي افتراء - فكأنهم
يردون قول الله تعالى " وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى " ، فلهذه
الأسباب ولغيرها عزف الدراسون عن تناول هذا الكتاب المقدس بالدراسة
والتطبيق والشرح , واتجهوا إلى دراسات أدبية هي أحط شأنا وأوضع قيمة - لا
من حيث قيمتها لاأدبية - ولكن من حيث مقارنتها بالقرآن والحديث الصحيح ،
فاتجهوا إلى القصص القصيرة والنكت والألغاز وإلى ما دون ذلك .
فأراد الباحث أن يتناول ما أهمله الدارسون ، وأن يسد - قدر
استطاعته - ثغرة المكتبة العربية ، مسلطا الضوء على أهمية الحديث ، وأنه
معين لا ينضب أبدا ، وأنه به قيم أدبية ولغوية عظيمة الشأن ، كيف لا
وقائلها هو أفصح العرب ، فقد قال ( صلى الله عليه وسلم ) عن نفسه : " أنا
أفصح العرب بيد أني من قريش " ، حيث يتضح من كلامه ( صلى الله عليه وسلم )
كيفية مراعاة حال المخاطب - بطريقة أصح تعليما - وكيف يجب أن يرد الكلام في
حالات معينة وغير ذلك ........ ،
وسبب اختيار الباحث لصحيح البخاري بالذات دون غيره من كتب الحديث ; لأنه
أصح الكتب الستة ، بل هو أصح كتاب بعد كتاب الله - عز وجل - ، فأسانيده
أقوى الأسانيد، بشهادة علماء الحديث بذلك ، وشروطه في الرجال أقوى من غيره .
منهج الباحث في دراسته :
- قراءة واعية من الباحث لأهم كتب التراث النحوي ، فيما يتعلق بأنماط التوكيد ، وأراء العلماء فيها .
- قراءة متأنية فاحصة لصحيح البخاري ( العينة المختارة للدراسة ) وتَتَبُّع
واستخراج أهم الأنماط التوكيدية الموجودة فيه ، مطبقا عليها دراسته .[
- ثم يقوم الباحث بالتحليل في ضوء معايير ، هي :
* عرض لأراء العلماء في دلالة هذا النمط على التوكيد .
* سرد الجمل التي ورد التوكيد فيها بهذا النمط من واقع المادة عينة الدراسة .
* ثم عمل إحصائيات لهذه الأنماط .
وينوه الباحث إلى أنه يقصد بالتوكيد : كل ما دخل في الجملة فأفاد التوكيد , وليس التوكيد كلفظ , فهو أصلا ضمن أنماط التوكيد .
وقد جاء هذا البحث في ( مقدمة ) - وهي ما سبق - و ( دراسة ) و ( خاتمة ) .
أما ( محتوى الدراسة ) ، فجاء كالتالي :
قسم الباحث دراسته إلى أربعة أبواب , جاءت كالتالي :
[ الباب الأول ] ويعرض فيه الباحث " مفهوم التوكيد في الدرس النحوي " من خلال أربع مباحث :
المبحث الأول : مادة التوكيد المعجمية .
المبحث الثاني : ترعيف التوكيد في اللغة والاصطلاح .
المبحث الثالث : أقسام التوكيد عند علماء اللغة .
المبحث الرابع : أغراض ودلالات التوكيد عند العلماء .
ثم أردف الباحث تعليقا لهذا الباب بين فيه أهم النتائج التي توصل إليها .
[ الباب الثاني ] وفيه يعرض أنماط التوكيد بالحرف ( ويقصد الباحث حروف المعاني ) وجاء هذا البحث في تسع مباحث :
المبحث الأول : التوكيد بـ ( أن )
المبحث الثاني : التوكيد بـ ( إن )
المبحث الثالث : التوكيد بـ ( اللام المؤكدة )
المبحث الرابع : التوكيد بـ ( قد )
المبحث الخامس : التوكيد بـ ( نعم )
المبحث السادس : التوكيد بـ ( نون التوكيد الثقيلة ) ، حيث لم ترد الخفيفة في الدراسة .
المبحث السابع : التوكيد بـ ( كأن )
المبحث الثامن : التوكيد بـ ( الباء الزائدة ) [
المبحث التاسع : التوكيد بـ ( السين )
وقد رتب الباحث هذه الأنماط - السابقة - على حسب عدد جمل كل نمط ، الأكثر
فالأقل ، كما أنه تناول كل نمط من خلال ثلاث محاور رئيسية ، هي :
* المحور الأول : آراء علماء العربية في دلالة هذا النمط على التوكيد ,.
* المحور الثاني : سرد الجمل التي ورد التوكيد فيها بهذا النمط من واقع المادة عينة الدراسة .
* المحور الثالث : نتائج إحصائية وجداول .
[ الباب الثالث ] وتحدث الباحث فيه عن التوكيد بالكلمة ، وجاء هذا الباب في فصلين وعشر مباحث ، كالتالي :
الفصل الأول : ( التوكيد بالتابع ) ، ويشتمل على أربع مباحث :
* المبحث الأول : التوكيد اللفظي .
* المبحث الثاني : التوكيد المعنوي .
* المبحث الثالث : التوكيد بالبدل .
* المبحث الرابع : التوكيد بالنعت .
الفصل الثاني : ( التوكيد بغير التابع ) ويشتمل على ست مباحث :
* المبحث الأول : التوكيد بـ ( الحال المؤكدة ) .
* المبحث الثاني : التوكيد بـ ( المفعول المطلق )
* المبحث الثالث : التوكيد بـ ( نائب المفعول المطلق )
* المبحث الرابع : التوكيد بـ ( صيغ المبالغة )
* المبحث الخامس : التوكيد بـ ( ضمير الفصل )
* المبحث السادس : التوكيد بـ ( العدد )
وقد تناول الباحث كل مبحث من هذه المباحث من خلال ثلاث محاور رئيسية :
* المحور الأول : آراء علماء العربية في دلالة هذا النمط على التوكيد .
* المحور الثاني : سرد الجمل التي ورد التوكيد فيها بهذا النمط من واقع عينة الدراسة .
* المحور الثالث : نتائج إحصائية وجداول .
[ الباب الرابع ] ويعرض فيه الباحث التوكيد بالجملة المتأسلبة - يقصد الأسلوب - وجاء هذا الباب في أربع فصول , كالتالي :
الفصل الأول : التوكيد بالقصر ، ويشتمل على ثلاث مباحث :
* المبحث الأول : القصر بـ ( النفي و الاستثناء )
* المبحث الثاني : القصر بـ ( إنما )
* المبحث الثالث : القصر بـ ( العطف , ومنه "بل " )
الفصل الثاني : التوكيد بأسلوب القسم
الفصل الثالث : التوكيد بأسلوب الشرط , ومنه ( أمَّا )
الفصل الرابع : التوكيد بأسلوب النفي , ومنه ( تكرار لا النافية )
وقد تناول الباحث كل نمط من هذه الأنماط بالدراسة من خلال ثلاث محاور رئيسية :
* المحور الأول : آراء علماء العربية في دلالة هذا النمط على التوكيد .
* المحور الثاني : سرد الجمل التي ورد التوكيد فيها بهذا النمط من واقع عينة الدراسة .[
* المحور الثالث : نتائج إحصائية وجداول .
ثم جاءت ( الخاتمة ) , وتناولها الباحث من جانبين ، عارضا فيها لأهم ما توصل إليه من نتائج :
الجانب الأول : وهو عبارة عن نتائج إحصائية مجملة للمادة المختارة ( عينة
الدراسة ) أبان فيه الباحث أسماء كتب صحيح البخاري ( من واقع العينة
المختارة منه ) والأنماط المؤكدة بها فيها , وترتيب لهذه الكتب وهذه
الأنماط بحسب عدد جملها المؤكدة بها , ثم إحصاء النسب المئوية لكل ذلك .
أما الجانب الثاني : فقد بين فيه الباحث أن استعمال النبي ( صلى الله عليه
وسلم ) لهذا النمط أكثر فهو لمغزى نبيل , كما أن الكتاب المعين ( الفلاني )
قد جاء فيه عدد الجمل المؤكدة أو عدد الأنماط أكثر لمغزى يقصده رسولنا
المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) في إبراز معنى نبيل أو تعليم القيم
والشرائع ..... .
ثم جاءت المصادر والمراجع التي اعتمد عليها الباحث في إخراج بحثه , ثم جاء الفهرس .
انتهت المقدمة
وفيما يلي تتوالي قطرات الندى البهي من دراسة كلام النبي الزكي الذكي الكريم
ولا يفوتني الشكر لكل من ساهم في إعانتي على نشر البحث والدراسة ، وأخص بالذكر البيرم المصري الكبير وكل أعضاء المنتدي الفضلاء