الفصل بين وظيفتي العروضي والشاعر
رد غالب أحمد الغول . 21/7/2010
على هذا الرابط وجدت بالصدفة التعليق على ( مقال الأستاذ : سليمان أبو ستة ) بعنوان : الفصل بين وظيفتي العروضي والشاعر .
http://www.arood.com/vb/showthread.php?p=10640ورغبت الرد على هذا الموضوع , بموضوعية :
يقول الأستاذ أبو ستة :
هل يمكن للمرء أن يكون عروضيا وشاعرا في الوقت ذاته ؟؟؟
ثم يؤكد على نقيض سؤاله بقوله: : صحيح أن كثيرا من العروضيين كانوا شعراء ، ولكن علينا أن نعترف أنهم كانوا شعراء مقلين وأولهم الخليل رحمه الله.
ثم يقول: لم يجرؤ ( الخليل ) على أن يفرض بحرا ابتدعه من تلقاء نفسه.
@@@@@@@@@@@@
وأجيبه قائلاً :
إن العروضي الذي لا يجد شعراً للتطبيق عليه , فإنه يلجأ إلى قياساته وأمثلته , كالبنّاء , إذا لم يجد الميزان فإنه يستعمل البديل .
ثم لا يمكن القول (( الفصل بين الموسيقي والشاعر , أو بين العروضي والموسيقي , أو بين المهندس المعماري والجيولوجي )) فكل العلوم تخدم بعضها , إن شئنا أو أبينا .
نعم وغالب الغول لكي يبرهن على صحة نظريته ( النبر الشعري ) لا بد من وضع الأمثلة المناسبة التي لا تتعارض مع أسس وقواعد العروض , وعلى العروضيين أن يعرفوا مدى خطأ أو صواب هذه الأمثلة.
ألا يحق لي أن أضع مسألة في الهندسة فيها بعض الصواب أو الخطأ لأبرهن على الصواب صوابا, وعلى الخطأ بالخطأ .؟؟ وعلى الدارس أن يعرف ويبرهن على خطأ هذه النظرية , أو ما يسمى ((( نظرية العكس )))
هذا من جهة ومن جهة أخرى , فإن كتب العروض التقليدية , التي بين أيدينا , نرى كثيراً من شواهدها الشعرية , ليس لها أصل ولا فصل , فمن أين أتى بها العروضيون ؟؟, راجع كتاب الكافي في العروض والقوافي صفحة (( 24 في الحاشية يقول عن الشواهد العروضية : ( لم أعرفه , أي لم يعرف قائل البيت ) ))
( صفحة 28 منسوب في بعض النسخ لامريء القيس وليس في ديوانه وكذلك البيتان التاليان )
( صفحة 32 لم أعرفه ) ( صفحة 33 لم أعرفه ) ( صفحة 34 لم أعرفه ) ( صفحة 41 لم أعرفه ويبدو أنه مصنوع ) ( صفحة 46 لم أعرفه ويبدو أنه مصنوع ) ( صفحة 48 لم أعرفه ) ( صفحة 52 لم أعرفه , وبيت أخر من الشعر لم أعرفه ولم أعرف قائل البيت ( صفحة 59 لم أعرفه ) ( صفحة 60 لم أعرفه ) وهناك كثيراً من الأبيات الشعرية لم يُعرف قائلها , فلماذا وردت في كتب العروض , لولا انها شواهد عروضية وكفى؟؟ )
فهل يعجبك يا أستاذ أبو ستة أن أقول كما قالوا ((( لم أعرفه )) أم أن أقول لكم أعرفه وقائله غالب الغول ؟؟.
هذا من جهة , ومن جهة أخرى , من قال ( يا أستاذ ( أبو ستة ) بأن الخليل لم يضع أمثلة من عنده ؟؟؟
إن الخليل قبل أن يكون عالماً بالعروض , كان شاعراً ويفهم في الموسيقى , هل هذا الكلام فيه أدنى شك ؟؟؟
كان الخليل شاعراً , ولو لم يكن شاعراً لما فهم ما قاله الشيخ ( نعم لا نعم لالا ) أليس كذلك ؟ لأن العروض لم يكن بالمفهوم الذي وضعه الخليل .
إذا قلت لك بأن الخليل قد كانت عنده المغامرة في علم العروض ( فصدقني بما أقول ) لقد غامر في كثير من بحور الدائرة الرابعة , ولم يقل العرب منها شيئاً , وأول هذه البحور (( بحر المضارع ) لقد قال الخطيب التبريزي في ( كتاب الكافي ) ما يلي : صفحة : 114 ((( سمي مضارعاً لأنه ضارع الهزج بتربيعه وتقديم أوتاده , ولم يسمع المضارع من العرب , ولم يجيء فيه شعر معروف )) وجاء في الحاشية (( جاء في بداية هذه الجملة في ت 7 , 19 و ط 6 قوله ( ابن جني ) ولعلها إشارة إلى أن ابن جني هو القائل ).
أي أن الخليل لم يجد بحر المضارع شعراً , بل وضعه الخليل قياساً للمباديء العروضية , أليس كذلك ؟؟؟ أليس من حق الغول أن يفعل كما فعل أستاذه الخليل بن أحمد , لكنني أتيت بواحد من بحوره , ولم أذنب بهذا العمل .
لقد غامر الخليل في كثير من التفاعيل التي ليس لها أساس في دوائره , ولم تذكر التفاعيل واضحة في دوائره , وأعطيك مثالاً لما أقول ::
هل تفعيلة ( مفاعيلن في المضارع جاءت بهذا الاسم ؟؟؟ ولو جاءت بهذا الاسم لماذا نبهنا إليها الخليل بقوله (( فإما أن يجيء مفاعيلُ ويسمى مكفوفاً وإما أن يجيء مفاعلن ويسمى مقبوضاً , ولا يجيء على التمام ) أي أن مفاعيلن لم يجيء على التمام , لماذا لا يجيء على التمام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لأن الخليل قد أحس بالنبر والإيقاع فلا تأتي تامة , لأن نبرها يجاور أول فاعلاتن .
ثم إن التفعيلة ( مفاعيلن ) قد أتت بمقاطع ( من تفاعيل أخرى ) من التفاعيل التي قبلها أو بعدها في الدائرة , وأصلها هو (علن : من مستفعلن )
( مفعولاتُ : )
( مستف ) من مستفعلن
ب ــ / ــ ــ ~ ب / ــ ~
3 / 2 2 2 1 / 2 2
علن/ مفعولاتُ / مستفْ وجعلها الخليل ( مفاعيلن فاعلاتن ) أين الصحيح في ذلك ؟؟؟
لقد (لملم) هذه الأجزاء ليصنع منها ( مفاعيلن ) وما هي كذلك البتة , لأن مفاعيلن يقع نبرها على آخرها , فرفضها الخليل , فغامر في وضع المبررات لها , ويا ليتها صلحت , بل كان ( المضارع من أفسد البحور إيقاعاً ).
ويقول أخي الأستاذ ( أبو ستة ) :
أخي غالب الغول ينظم قصيدتين على بحرين ابتدعهما وظن أنه لو استطاع النظم عليهما فسيكون في صنيعه هذا تأكيدا على صدق آرائه العروضية، وهو ما نشك فيه.؟؟؟
والجواب يا أستاذ أبو ستة , عندما تشك في صحة شيء . (فلم يكف القول ( أشك في قول كذا ) بل عليك أن تضع البراهين بدلاً من الشك, فكلمة أشك لا تجعلها حكماً للآراء غيرك يا عزيزي , لأنني أنا لا أشك بصحة أقوالي , وأعطيتك الأدلة والبراهين , وكل ما قدمته لك قبل قليل ما هو إلا بدعم من الأدلة والبراهين , فهل لديك دليل على شكوكك ؟؟؟
ثم لماذا غالب الغول فقط هو المعني بنظم القصائد لتكون تطبيقاً لنظريته , ولم يقل الأستاذ سليمان ,ــ ( إن الأستاذ خشان قد ملأ الرقمي أمثلة بأشعاره , وهو يقول : لو نقلنا الرقم كذا لآصبحت الأرقام على بحر كذا ... ؟) هل يحق لخشان وغيره أن يعطي ويأخذ ولا يحق لغيره , بأي شريعة تحكمون يا سادتي .؟؟
وهل غالب الغول فقط هو الذي قال شعراً وادعى الابتكار , نعم لقد أطلقت اسماً على هذه القصيدة أو تلك , فبالله عليكم / كم من شاعر وعروضي منذ أزمنة قديمة قد ادعوا الابتكار والتجديد , أنا عروضي حقاً , ومن حقي أن أثبت نظريتي بما أتناوله من أمثلة , تماماً مثل الكتب العروضية التي أتت بهذه الأمثلة الموضوعة الآتية :
الكافي صفحة :81 ( الغامزة )
بيت الخبل :
وثقل منع خير طلب وطلب منع خير تؤده
بيت المخبون:
وطالما وطالما وطالما سقى بكف خالد وأطعما ( الغامزة )
أين بقية القصيدة ؟ ومن هو قائل هذه الأبيات ؟؟
ثم تناول الأستاذ أبو ستة قصيدة غالب الغول وهذا بيتها
هل قرأتَ اليوم أخبار الثكالى في فلسطين الحـــبيبه
ثم يتسائل :
وأنا لا أدري لم لم يعد الوزن من الرمل؟
وأجيب على سؤاله قائلاً :
إن التفعيلة ( فاعلاتك : مهملة وقد ولدت من الدائرة الثانية ( المختلف ) من إخوات ( مفاعلتن , للأبحر الوافر والكامل (والمهمل مُفـْتعـِلاتُ وفاعلاتك ) التي تحمل السبب الثقيل , ومن هنا لا يمكن لها أن تكون من الرمل , ولو جاز لها ذلك , لقلنا بأن الكامل هو الرجز . لأن الكامل يحمل سبباً ثقيلاً , بينما الرجز لا يحمل الثقل ).
ويقول الأستاذ أبوستة :
((((فجعل للدوبيت تجزئة جديدة، آمل من أخي عمر خلوف أن يتنبه لها ويضيفها الى التجزئات التي عرضها لهذا البحر في كتابه (البحر الدبيتي). وإذا لقيت هذه التجزئة من قبل الشعراء والنقاد قبولا فإنها تكون أقوى دليل على عروبة هذا الوزن الذي ظل الفرس قرونا طويلة يزعمون أنهم أضافوه من وحي إبداعاتهم في العروض التي لا تقل شأوا عما جاء به العرب.
لا، بل إن الدكتور أحمد مستجير ليقوي هذه الفكرة، حول عروبة أصل الدوبيت، التي لا نشك في صدقها، بما أثبته من خلال نظريته العروضية أن هذا الوزن يرجع في تجزئته إلى نسق (مفعولات)، ودليله الرقمي:4ـ 8ـ 12 وكأن بين مستجير والغول توارد أفكار عجيبا. ))))
عجباً يا أستاذ أبو ستة , كيف أن أقوال مستجير مصدقة , بالرغم من أنه لم بنفرد ببحث مستقل عن الدوبيت , بينما أقوال الغول مشكوك فيها .
ثم بالرغم من أنه قال أو لم يقل (( الدوبيت من تركيب مفعولاتُ ) , لكن غالب الغول , له سنوات طوال ينادي بعروبة الدوبيت , بالوزن والأصل , ومع هذا فأنت تشك في أقول الغول , لماذا ؟ وهل يختلف فكر مستجير عن فكر غالب الغول . وما هو وجه الإختلاف ؟ أليس لكل مجتهد نصيب ؟؟؟
إن غالب الغول لم يضع للدوبيت وحدات إيقاعية جديدة , بل رأى الغول أن جميع الأبيات الشعرية المنسوبة للوزن الفارسي , هي من تتابع مفعولاتُ وزحافاتها, ولقد نادى بهذه الفكرة ولا يزال , فمن عنده إثبات علمي غير ذلك , فليأتي بحجته ,وإلا فإن الدوبيت سيبقى عربياً ما لم يعارض ذلك علمياً . , ومن رأى في أقوالي أي خطأ لماذا لا يظهر الحقيقة بالدليل العلمي , ويبطل نظريتي علمياً لا بالريب والشك ؟؟
أنا قلت بأن الدوبيت من الأوزان العربية , وأتيت بالأدلة والبراهين , فمن يريد أن يقول غير ذلك , فليدلي بدلوه . لكي أردّ عليه , ولكي نتحقق من هذا القول .
ولقد كتبت عدة أبحاث عن الدوبيت , ومنها ما كتب حديثاً على هذه الرابط :
http://arood.com/vb/showthread.php?t=2875ويختتم الأستاذ أبو ستة قوله :::
((((والخلاصة، أنني كنت آمل من الأخ غالب أن يقتصر في إبداعه الشعري على النظم وحده دون التنظير لهذا النظم ، وأن يترك هذه المهمة لعروضي غيره، فهو إن جمع بين المهمتين معا اتهم بما كان يتهم به الخليل بأنه يصنع الشواهد ليدلل على صدق نظريته ))))
والجواب , لقد أثبت لك بأن الخليل أتى بشواهد من عنده , وأثبت لك بأنه أتى ببحور من عنده , وأبحاثي تثبت بأن معظم تفاعيل الخليل مجازفة علمية , وصدق الجاحظ حين قال عن دوائر الخليل (( إن دوائر الخليل لا يحتاج إليها غيره )) الكافي صفحة 5
ومع كل هذا وذاك, فإنني أشكر الأستاذ سليمان أبو ستة على هذه النصيحة , ولكني لا أزال على يقين بأن العروضي لا يهمه إن كانت الأمثلة من عروضي أو من شاعر آخر , الذي يهمه . هل الشعر المطروح له فائدة عروضية ؟؟
هل الشعر المطروح , يؤيده العروضيون ؟؟؟
هل الشعر المطروح من البحور الخليلية أم المهملة ؟؟
لأنني في كثير من الأحيان لم أجد ما أبرر به قضية عروضية مهمة إلا بو ضع الأمثلة , وبكل صراحة أقول , فإن كثيراً من الأمثلة الشعرية الموجودة في الكتب العروضية ( وفي الدائرة الرابعة بالذات ) معظمها خاطيء , فكيف لي أن أرجع إلى أمثلة خاطئة ؟
أنا لدي نظرية للنبر الشعري , فمن وجد بها شيئاً ينفعه فليأخذه , ومن وجد خطأ فليعبر عنه , ومن وجد صواباً فليفصح عنه .
وختاماً ويقول الأستاذ على العمري , جزاه الله كل خير , مستغرباً متسائلاً :
((((وإني لأعجب من أستاذنا الغول, كيف يبني بحره الجديد على مفعولات وهي التي انفردت من بين سائر التفعيلات بالعجز عن امتلاك بيت يخصها بمفردها في الواقع الشعري فضلا عن عدم ميل الشعراء إلى بيت تسكن هي مع غيرها فيه حتى لم يجد محقق مثل الجوهري بأسا في إسقاطها من حساباته, فكيف استساغ أستاذنا ذلك؟!
الجواب :
إن كلامك يا أستاذ على العمري كلام إنشائي وليس علمي , ومن يريد أن يناقش في المسائل العروضية عليه أن يكون ملماً به بعمق عميق , لآن العروض قد شق على من كان قبلنا من كبار العلماء , فكيف لا يشق على طلابه الآن ؟؟
نعم لقد استصاغ الغول ( مفعولاتُ ) لتشكل بحراً جديداً , وهو البحر نفسه المسمى ( الدوبيت ) وأردت أن أطلق عليه اسماً عربياً له بحره المستقل وزحافاته المستقلة التي لا تتعارض ومباديء العروض , وأين الخلاف في ذلك ؟؟ هل المشكلة يا أستاذ علي العمري أن تقول هذا خطأ , ولكن أعطنا الصحيح من عندك , فلعلك تعطنا الإجابة التي لا شك فيها ,
أليس من الأفضل أن نراعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قل الخير أو اصمت ) ولكن لا بد من أن تقول في مسك كلامك العبارة الآتية :
((( ألا يبدو أستاذنا الغول هنا كرجل حاول أن يأصل نسب قبيلة فنسبها إلى دعي؟))))
وأجيبك يا أستاذ عمري , بقولي ((( الله يسامك )))
لكن أنصحك بمراجعة الرابط أعلاه فلعلك تعرف الحقائق أكثر ))
وتحياتي للأستاذ خشان والأستاذ أبو ستة ولكل من قرأ وعلق ونقد .
أخوكم غالب أحمد الغول