بوح للشاعروالناقد السورى الحبيب/ عبدالناصر حداد

ولدت ولم أزل أولد ..
فمن رحم أمي إلى رحم أمهات الكتب إلى أرحام القصيدة إلى رحم الأرض ..
ولادتي الأولى كانت عام 1972 وكان الفرات مسقط قلبي و( دير الزور ) مسقط همي ..
اعتقدت أنني ولدت وحيداً ، فتحت عيني ّ على الحياة ، وإذ بالشعر توءمي ..
هدهدتني أمي بالقصائد ، وألقمتني إياها مع الحليب المقفـّى ، وكانت تحفظ الكثير الكثير من القصائد الشعبية الدارجة في بلدنا ، والمدرجة في تراثنا .
كان يكبرني في البيت سبعة ، وكان منهما شاعران :
- الشاعر الطبيب عيسى / ومكتبته العامرة بالكتب العلمية والإسلامية والثقافية المنوعة
- والشاعر الأديب محمد / ومكتبته الزاخرة بالكتب الأدبية والتراثية والسياسية وكان مداوماً على الدوريات المحلية والعربية .
في السابعة من عمري توفي بكر العائلة ( موسى ) الحقوقي والناشط السياسي , فجادت قريحة أمي .. وكان الحداد .. وكانت ( المعادة ) ...
ولعل هذا ما أثـّر في نفسيتي وترك – فيما بعد – مسحة من الحزن في عديد من قصائدي .
في العاشرة من عمري كان لدي عشرات القصائد ( أو ما يشبهها ) وكنت أضمـّنها في المواضيع الإنشائية المدرسية وكانت تلاقي قبولاً وإشادة ( على علاتها ) من أساتذة اللغة العربية ثم ما لبث أخي الشاعر محمد أن ( تبنـّاني ) وراح يقرأ لي ويُقرئني ويرعاني .
وكان أول كتاب تخصصي قرأته - بل درسته وتعمـّقته – في السنة الثانية عشرة من عمري هو موسيقا الشعر العربي لـ محمود فاخوري مما جعل الوزن يستقيم عندي فتخلصت من الهنات العروضية التي كانت تعتري قصائد الطفولة . ثم قرأت ( قضايا الشعر المعاصر ) لنازك الملائكة ، الذي جعلني أكتب في التفعيلة عن قناعة وأتخصص بها . وهكذا دخلت أرحام الكتب ولم أخرج منها ، من الدواوين الشعرية إلى الدراسات النقدية إلى مختلف القراءات ..
وفي العشرين كان أول ظهور لي على المنابر ، ولعل القدر الشعري قد خدمني ، أو لعل تجربتي آنذاك كانت ( لا بأس بها ) مما شجعني على الاستمرار ، فرحت أنشر قصائدي هنا وهناك في الصحف السورية كالأسبوع الأدبي وملحق الثورة الثقافي والبعث والفرات ..
وكان أول مهرجان شعري أشترك فيه هو مهرجان تشرين الأدبي الذي أقامه اتحاد الكتاب العرب في سورية احتفالاً بتأسيس فرع له في دير الزور وكان عام 1994 وقد شارك به العديد من الشعراء السوريين وقد سنحت لي فرصة الاشتراك معهم كأحد شعراء دير الزور البارزين . ثم مهرجان الطلاب الأدبي المركزي في حمص 1996 وفي حلب 1997
ومن الجوائز المحلية التي حصلت عليها في سن مبكرة جائزة الأديب سعد صائب الأولى عام 1994 ثم كررت ذلك عام 1997 وكنت ( الديري ) الوحيد الذي حصل على الجائزة الأولى مرتين في هذه المسابقة ، وجائزة اتحاد الكتاب العرب مرتين عامي 1995-1996 ثم جائزة الدكتورة سعاد الصباح الثانية عام 1997 وصولاً إلى جائزة ( الباسل ) الشعرية في إدلب عام 2000 وكان كتابي الأول قد صدر عن دار سعاد الصباح عام 1998 وهو الحامل عنوان ( خافقي زئبق ويدي كالغبار ) .
وفي عام 2001 طبع لي اتحاد الكتاب العرب في سورية كتابي الثاني ( ذاكم دمي وعليّ تشكيل النهار ) وتم تنسيبي إلى الاتحاد فأصبحت لي نشاطات دورية سنوية في المحافظات السورية . وكان كتابي الثالث قد صدر عن وزارة الثقافة السورية عام 2002 وهو بعنوان ( دمعة فقط ) . ومن المهرجانات التي اشتركت بها مؤخراً
- مهرجان الشعر العربي الثالث في الرقة 2007
- ومهرجان الشعر السوري المعاصر في القامشلي عام 2007
وينشر قصائدي عدد من المواقع الالكترونية والمنتديات الأدبية
وقد كتب عني وعن كتبي في بعض الصحف السورية إضافة إلى بعض الحوارات هنا وهناك ولو كنت أجيد وضع ( الروابط ) لفعلت هنا ( لأن ثقافتي الالكترونية ضعيفة ) ولكن يمكن الرجوع إلى الصحف السورية التالية ( الأسبوع الأدبي ، جريدة الفرات ، جريدة النور ، .. ،.... ) .
- منعتني يد القدر من متابعة دراستي الجامعية ، فتركت دراستي للأدب العربي في السنة الجامعية الثالثة ، بعد أن عملت مدرساً وكيلاً للغة العربية في ثانويات دير الزور لمدة خمس سنوات ، ثم عملت في إحدى الدوائر الرسمية ومازلت ، متعاملاً مع الأرقام والحسابات بعيداً كل البعد في مجال عملي عن علمي .
- تزوجت من أهم شاعرة في دير الزور ( هنادي كدو ) التي لها تجربتها الخاصة في قصيدة النثر ، وأنجبنا معلـّقة شعرية اسمها ( رحمة ) وبحراً شعرياً اسمه ( مجد ) .
- أثـّرت فيَّ أيـّما أثر رعاية أخي الشاعر ( محمد ) لي في طفولتي .
- تطورت لغتي عن طريق القرآن العظيم وكتب التراث .
- تطورت أدواتي الفنية عن طريق المطالعات المتعددة للتجارب الأخرى
- أعشق الكثير من الشعراء ولكنني أحاول ألا أتأثر بأحد .
- وأما النقد فمازال مكرساً للأسماء الكبيرة ناسياً أو متناسياً التجارب الشعرية القادمة من بعيد البعيد ، مع أمواج الشعر العالية .
- وأما الشعر فمازال أباً للفنون .
- وأما اللغة فهي أمي .