الشعر هو النافذة الأجمل في حياة الشاعر , حيث تعبيره عن الكثير من الهموم , الأحداث , المشاعر, وما إلى ذلك من أمور أخرى .
الشعر كان في يوم من الأيام هو كما يقال ( ديوان العرب ) . فقد كان المدونة الأكثر أهمية في حياة العرب حيث يتم تدوين التاريخ , الأحداث السياسية , الحروب , والوقائع التاريخية . والأمثلة كثيرة ولا حصر لها في المكتبة العربية .
اليوم , الشعر هو الشيء الأكثر مللا ً في حياة العرب , حيث يتم تدوين كل الغزل والحب والمشاعر الباردة والوصف العاري وما إلى ذلك من أمور كثيرة تزهر بها دواوين شعراء هذا القرن .
كثير من الشعراء اليوم يحاول تدوين الأحداث السياسة ولكن أغلب هذه الأعمال تأتي كأعمال تقليدية مكررة لا أكثر .
بالأمس كنا نرى القليل من المطبوعات التي تولي اهتماما ً كبيرا ً للشعر والعمل الأدبي الراقي والتي تهدف إلى تثقيف القارئ قبل كل شيء بل وتعطيه أهم أولوياتها .
أما اليوم فلا نرى إلا الكثير من المطبوعات والتي تزهر بالكثير من الأفكار التي تؤدي إلى هبوط المستوى الثقافي للقارئ العربي . والأمثلة كثيرة من حولنا في كل مكتبة .
بالأمس لم تكن الحياة تسمح للشعر بالدخول في فضاءات أكبر من الدولة الواحدة أو الخليج الواحد . حتى أننا في الخليج العربي قليل ما نقرأ عن أدب الجزائر أو المغرب على سبيل المثال .
أما اليوم فالشعر أصبح يفتخر بوجود هذا الفضاء الإلكتروني والانتشار الجبار في العالم أجمع . حيث أصبح قادرا ً على تجاوز كل الحدود العالمية والدخول في الدول الأجنية في كل دول العالم . وبدون اي أدوات رقابة أو حتى فواصل وحواجز عقلية أو شخصية .
من هنا . جاء دور الإنسان أو الأديب أو الشاعر وحتى القارئ في تطوير هذا الشعر , واستغلال هذا الانتشار وهذه الأدوات التي تساعد الجميع في بناء عالم أدبي أكثر رقيا ً من قبل . فمن غير المعقول أن تكون كل هذه الإمكانيات متواجدة في عالمنا وفي جيلنا ومن ثم نقول بأن الشعر بدأ يموت ولا يوجد من يهتم به !.
العمل اليوم هو عمل الإنسان وليس عمل الشعر . فالشعر يقول أنا متواجد في كل شيء ولكن من يخلقني لكل شيء ؟
وليعلم الأديب والكاتب والشاعر بأن مسؤولية الشعر والأدب في أيديهم وأن القارئ ينتظر منهم الكثير لينهضوا بعقول تحمل من النور الكثير .