غالب أحمد الغول شاعر عروبى وناقد عروضى كبير/مستشار فخرى
الجنس : تاريخ الميلاد : 01/01/1955 العمر : 69 الدولة أو مكان الأقامة : الاردن
| موضوع: غالب الغول/// هل يجوز اقتباس آيات القرآن ؟ السبت 15 مارس 2014, 3:46 am | |
| - اقتباس :
بسم الله الرحمن الرحيم أشكر الدكتور ضياء الدين الذي قام بالرد على موضوع خطير , وله من الحساسية ما يجعله يكون حذراً من التوغل في الإفتاء أو الإسهاب في الشرح , لأن الموضوع يتعلق بين الشعر من جهة وبين الاقتباس من آيات الله في القرآن من جهة أخرى , ولو كان الأمر يتعلق بين النثر والاقتباس من القرآن أو الحديث , لوجدنا الأمر غير ذلك من الحذر , والسبب في ذلك لما سنوضحه تالياً من الإيضاح والشرح لكل مهتم . إن الكلام العادي المتداول على ألسنة البشرية كلها , من غير إنشاد أو غناء أو ترتيل لا تتعدى مقاطعه على مقطعين : المقطع الأول : وهو ( مقطع طويل ــ متحرك فساكن ــ وزمنه وحدتان زمنيتان ) مثل با بو بي / جا جو جي , عن / من / في / يس / نو / وي / هاي / واي / ذي/ إي / بي/ سي ) ) ومقطع قصير ــ متحرك ــ وزمنه نصف زمن المقطع الطويل , مثل ( بّ تّ جّ ........ ) وبما أن لكل لغة خصائصها لولادة الغناء أو الإنشاد أو الترتيل , فإن أزمنة كل نوع منها تأخذ طابعاً خاصاً ليميز الإنشاد الشعري عن الغناء أو الترتيل . فالإنشاد : أزمنته تتطابق مع أزمنة الكلام العادي بمقطعين ( طويل وقصير ) بالأزمنة المشار إليها قبل قليل , مع نوع من الخاصية وهو , رتابة القول , وترتيب الأوتاد والأسباب الشعرية لإنتاج وحدات موسيقية تتكرر بانتظام ومقدار هذا التكرار ينبغي أن يزيد على (3 ) أبيات شعرية لكي يطمئن المتلقي بوجود موسيقى راقصة بالقافية تتكرر في نهاية كل بيت , ليقال أن الشاعر قصد الشعر , وكلامه هذا من الشعر الإيقاعي المعروف بانسجام أنغامه , وإلا فلا نسمي العبارة القصيرة شعراً حتى ولو تخيل إليك بأنها موزونة , ولا تستطيع أن تحكم على ميزانها إلا إذا تكررت مع غيرها لتشابه الزحافات وتداخلها في البحور . وبمعنى آخر , فلا نستطيع القول بأن العبارة الموضوعة بين قوسين شعراً لبحر الرجز أو لبحر الكامل أو لبحر الوافر أو لبحر الهزج , إلا إذا كتب الشاعر التفاعيل والزحافات لنتأكد من إيقاعها قبل كل شيء. مثلاُ : مررتُ برجلٍ (يذب عن حريمه ) من الأعداء فلا نستطيع أن نجزم بأن ( يذب عن حريمه ) ( مفاعلن مفاعلن ) بأنها لبحر الرجز أو لبحر الهزج أو لبحر الكامل . إلا في حالتين فقط وهما : الحالة الأولى : أن نكتب ألقاب الزحاف لتحديد أصل التفعيلة هكذا: ( موقوص موقوص ) مفاعلن مفاعلن (مجزوء لبحر الكامل ) ( معقول معقول ) مفاعلن مفاعلن ( مجزوء الوافر ) ( مقبوض مقبوض) مفاعلن مفاعلن ( مجزوء الهزج ) ( مخبون مخبون ) مفاعلن مفاعلن ( مجزوء الرجز ) الحالة الثانية : أن يقوم المنشد بإظهار الإيقاع الشعري لهذه الجملة ويكررها ويكررها عدة مرات لنقول أن هذه هو إيقاع شعري خاص للبحر المطلوب , لأنه قصد الشعر وإيقاعه . فكيف بنا نذهب إلى آيات الله لنقتبس منها ( آية أو جزء من آية لنقول ( أن هذه الآية لبحر كذا وكذا ) ونحن نعلم أن الله سبحانه قد أبعد القرآن عن الشعر وإيقاعه , لقوله تعالى ( وما هو بقول شاعر , قليلاً ما تؤمنون ) , وأنزله مرتلاً لكي يكون هذا الترتيل ناسفاً للإيقاع الشعري جملة وتفصيلا, ولكي يكون هذا القرآن بقواعد الترتيل والتجويد , الذي يحمل ( أزمنة تختلف عن أزمنة الإنشاد الشعري أو أزمنة الغناء , بحركات زمنية تبدأ من حركة وتزيد على خمس حركات أو أكثر من الحركات الزمنية ) .
ثم كيف تصل بنا الجرأة لننشد آيات الله ممزوجة بالإيقاع الشعري الذي يختلف عن الترتيل ؟ ونحن نعلم أيضاً بأن الشعر وبحور الشعر كلها يمكن إنشادها , بل ويمكن الغناء بها . وهل يصح أن ننشد الآية الكريمة ( المدسوسة بالشعر ) إنشاداً شعرياً ؟ على وزن الرمل , أو على وزن ( طلع البدر علينا ,,, من ثنيات الوداع ) للآية الكريمة مثلاً ( لن تنالوا البر حتى ,,, تنفقوا مما تحبون ؟ ) أم أن الترتيل والتجويد يأخذها بعيداً عن رتابة الشعر وإيقاعه ؟ علينا أن نتوخى الحذر , ولا نسأل الشعراء بذلك لأن الشيطان يرافق أغلبهم , بل نحتاج إلى من يقوم بهذا الإفتاء من أهل العلم , وشكراً لكم ولمجهودكم إخواني . أخوكم غالب الغول 14/ آذار 2014
| |
|
عبدالوهاب موسى شاعر ناقدمؤسس عكاظ والمديرالمسؤول
الجنس : تاريخ الميلاد : 01/04/1951 العمر : 73 الدولة أو مكان الأقامة : مصر
| موضوع: رد: غالب الغول/// هل يجوز اقتباس آيات القرآن ؟ السبت 15 مارس 2014, 9:25 pm | |
| نعم يجوز الأقتباس من القرآن فى الشعر الراقى ولا يجوز التقليد: الإقتباس من القرآن فى الشعر بين الحلال والحرام*- استلاف لغة القرآن .. حلال قطعاً مثل: الي استاذة تماضر .. ـــــــ قالت ابحث عليك .. قلت هزي اليك بجوع النملة اتناثر اليك(وكما قالت كاتبة مصرية دكتورة نوال السعداوى لعنها الله حين أرادت تنتصر للمرأة انتصارا رخيصا وقالت:قل هى الله أحد...!!!!) جرت العادة بين بعض الادباء خصوصاً الشعراء منهم اقتباس بعض مفردات القرآن الكريم بقصد اسقاطات جماليه علي النص لما تتضمنه لغة القرآن من شفافية مفرطة وبلاغة ذات ابعاد متعددة تضيف الي النص الادبي – اذا احسن استخدامها – بعدا جماليا رفيعاً.. ولا يتعلق هذا النوع من استلاف لغة القرآن مطلقاً بالاستهزاء او التقليل من شأن النص القرآني كما لا يعني هذا مؤشراً الي تدني درجة الايمان لدى االمستخدم لهذه اللغة – لغة القرآن - .. فبالعكس تماما ان هذه الاستخدامات مختوم على ظاهرها وباطنها اعجاب بارز بلغة القرآن ، ولا جدوى من تقليل شأن هذه المحاولات وا جهاض اجتهاد الاديب او الشاعر من التشكك حول هذه المحاولات وتدشينها بلغة الحرام المربكة ومحاولات اسقاط وجه شبه بينها وبين بعض المحاولات التي عمدت على تقليد القرآن بهدف التقليل من شأنه في عهود الاسلام الاولي وقد تناقل عنها المحاولة الشهيرة لتقيلد سورة الفيل (الفيل وما ادراك ما الفيل .. له خرطوم طويل .. الخ) . والفرق بين التقليد والاقتباس – اظنه – الفرق بين الحلال والحرام . يعتبر القران الكريم بحر من بحور البلاغة الادبية ومن النصوص الجمالية ذات القوة التاثيرية الثابتة في النفس فلذلك ما انفك الشعراء والادباء والخطباء ينهلون من فيض نوره نثراً وشعراً وخطابتاً وذلك أما عن طريق الاقتباس أو الاستدلال أو التقليد. الاقتباس وهو تضمين واحتواء النص على بعض القران مع المحافظة على قدسيته. الاستدلال وهو اخذ اية قرانية كاملة مسبوقة بمقولة قال تعالي للاشارة للاصل اما التقليدهو تناول الاصل واحداث تشويه فيه وهو امر تنفر منه النفس في النصوص العادية فمابالك بما يتعلق بالنصوص الكريمة فالعديد من العلماء والادباء والشعراء والخطباء تشتم من السنة اقلامهم اريج النفس القراني كمصدر لجمال الكلمة واعجاز التراكيب التصويرية مما يفتح لهم مغاقل الحرف العصي واريحية التعبير ولا اعتقد من هذا الباب تدخل علينا رياح الحرمة. استخدام النص القراني ، لم يقتصر علي الشعر والأدب وانما مورس أيضآ ـ بالأضافة للخط ـ علي مستوي الفن التشكيلي ، ولم يلقي معارضة كالتي جناها الشعراء مثلآ أو الأدباء لاختلاف البنية والمفاهيم التي يشتغل عليها التشكيلي وجمهوره ... وأذكر أنه عندما كتب محمود درويش ديوانه : أحد عشر كوكبآ ، لقي نصيبه من سوط الحرام/الحلال ، الا أن مارسيل خليفة ناله النصيب الأكبر عندما لحن بعض مقاطع الديوان في أغنيته :" أنا يوسف ، يا أبـي " ..ولاحظ هنا أنه كلما اقتربت الممارسة من العامة " الذهن الجماعي " كلما اشتد الرفض ، ربما للحساسية و القدسية التي تتغلف القران زعيم حزب الوفدمكرم عبيد المسيحى الديانه كان يحفظ القران كاملا لان الخطابه فى تلك الفتره لها دورها فى الحياه السياسيه فى غياب جل وسائل الاعلام المتعارف عليها الان وكان اسلوبه الخطابى يعتمد تماما على الاقتباس الذى هو احد اهم افرع البلاغه والاقتباس اساسا هو اخذ عبارات من القران الكريم وكانت له خطب مشهوره ويحفظها اغلب الوفديين فى ذلك الزمان.=منقول من موقع سودانيزhttp://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1085621312 وأضفت التقليد القبيح بين قوسين وشتان مابين التقليد إستهزاءًا والإقتباس (التناص) بدقة وحرفية عالية. *- حكم التضمين أو الاقتباس لآيات القرآن و أحاديث السنة في الشعر: كيف نتعامل مع النصوص الأدبية التي توظف نصا من القرآن الكريم؟ هذه المسألة اختلف فيها العلماء بين مجيز ومانع وقد روي عن البقلاني كراهته ولكن توظيف ايات او مقاطع من نصوص شرعية من كتاب او سنة وسماه القدماء تضمينا والمتأخرون اقتباسا الذي اراه فيه مايلي ان القران الكريم اعجز الناس ببيانه والاعجاز البياني والبلاغي من ابرز مظاهر الاعجاز العام في القران الكريم كما ان السنة النبوية فيها من الاعجاز ما روي انه عليه السلام اوتي جوامع الكلم وميز بذلك عن سائر الانبياء عليهم السلاموقد ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في كثير من الأحاديث التضمين لايات في حديثه ومنها: ” إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ” ومنها قوله – صلى الله عليه وسلم – ” الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين “ و قد ورد في الاشعار ما وافق القران والسنة سواء في الشعر الجاهلي قبل الاسلام كما في شعر عبيد بن الابرص وزهير بن ابي سلمى في معلقتيهما او في شعر امية بن ابي الصلت الذي كان يجب النبي صلى الله عليه وسلم شعر كما في صحيح مسلمكما وردت نصوص شعرية في عصر صدر الاسلام وما بعده موافقة لبعض الاثار او الاياتكقول الطرطوشىرحل الظاعنون عنك وأبقوا … فى حواشى الأحشاء وجدا مقيماقد وجدنا السلام يردا سلاما … إذ وجدنا النوى عذابا أليما … وثبت عن الشافعى:أنلنى بالذى استقرضت خطا … وأشهد معشرا قد شاهدوهفإن الله خلاق البرايا … عنت لجلال هيبته الوجوه يقول إذا تداينتم بدين … إلى أجل مسمى فاكتبوهكما ذكر صاحب البرهان في علوم القران وعلى ايه حال فان النص القراني ان وافق تركيبه تركيبا معروفا في الادب العربي فلا شك في جوازه ولكن الخلاف في الاقتباس على صورة موافقة للنص القراني او النبويوعليهفالاولى عدم الاقتباس ، وان كان الشاعر لابد مقتبسا فبشروط:اولها : ان يكون السياق مناسبا للاقتباسثانيا: ان توضع الاية في سياق يناسب معنى الاية الكريمة بمعنى ان لا يقتبس النص الشريف في سياق لم يعتبره علماء التفسير معنى محتملا للاية او شراح الحديث معنى معتبرا للحديثثالثا: ان يكون السياق العام مضبوطا بالاداب الشرعية في الخطاب ، بمعنى قوله عليه السلام ان من البيان لحكمه، فلا تحوي القصيدة اسفافا او تشبيبا او غيره مما لا ينبغيقال ابن مفلح المقدسي الحنبلي في الآداب الشرعية: سئل ابن عقيل عن وضع كلمات وآيات من القرآن في آخر فصول خطبة وعظية؟ فقال: تضمين القرآن لمقاصد تضاهي مقصود القرآن لا بأس به تحسينا للكلام، كما يضمن في الرسائل إلى المشركين آيات تقتضي الدعاية إلى الإسلام، فأما تضمين كلام فاسد فلا يجوز ككتب المبتدعة.وقد أنشدوا في الشعر:ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنيناولم ينكر على الشاعر ذلك، لما قصد مدح الشرع، وتعظيم شأن أهله، وكان تضمين القرآن في الشعر سائغاً لصحة القصد وسلامة الوضعواما ان كان في التضمين من معاني الاستهزاء او الكفر او الانتقاص او التعريض بالقران الكريم فحرام قد يبلغ درجة الكفر عياذا باللهوعلى كل فالاولى اجتنابه تكرمة لكتاب الله ولسنة نبيه عليه السلاموالله اعلم=منقول من موقع دكتور أنور سعادةhttp://amjads.wordpress.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%89/%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B6%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88/ *- حكم الاقتباس من القرآن والحديث: لا بد لمن عرض للاقتباس غالباً أن يتناول القول في حكمه، وقد رأينا كثيراً من المصنفات البلاغية لم تخل من بيان ذلك الحكم والاستدلال عليه.والذي عليه جماهير العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية جواز الاقتباس من القرآن في النثر، وقد نقل الاتفاق على هذا الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته -رفع الباس- وحشد له الأدلة، وساق النصوص من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ثم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من الأئمة حتى عصره، وقال في حاشيته على تفسير البيضاوي: -فإن قلت: نرى في هذا الزمان قوماً يستنكرون ذلك - أي الاقتباس - ويقولون: ألفاظ القرآن لا تستعمل في غيره، قلت: إنما استنكره هؤلاء جهلاً منهم بالنصوص والقول، فقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث، والصحابة والتابعون والعلماء قديماً وحديثاً، ونصوا في كتب الفقه على جوازه-.- ومن الأدلة على جواز الاقتباس من القرآن ما مر بك من قوله صلى الله عليه وسلم حين دخل خيبر: -الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين-، فاقتبس صلى الله عليه وسلم من قول الله عز وجل: -فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين- -الصافات:771-. قال السيوطي عند هذا الحديث: -إنه من أدلة جواز الاقتباس من القرآن، وهي كثيرة لا تحصى-. ونظائر الاقتباس في الأخبار كثيرة، ولا عبرة لقول من كرهه-. وإذا جاز الاقتباس من القرآن في النثر فمن الحديث النبوي من باب أولى، لأن الحديث تصح روايته بالمعنى على الصحيح، -وهو الذي تشهد به أحوال الصحابة رضي الله عنهم والسلف الأولين- كما يقول ابن الصلاح. ذلك هو حكم الاقتباس من القرآن والحديث في الكلام المنثور، وهو كما ترى جائز بلا خلاف. - أما الاقتباس في الشعر فالذي عليه أكثر العلماء الجواز، وكره ذلك القاضي أبوبكر الباقلاني والنووي فيما روي عنه، ويبدو أن كراهتهما باعثها الورع والتأدب مع القرآن والحديث، كما أشار إلى هذا المعنى السبكيان بهاء الدين وأخوه تاج الدين. لقد فرّق الباقلاني والنووي بين الاقتباس في النثر والشعر، وذلك أنهما رأيا أن الله عز وجل نزه القرآن عن أن يكون شعراً، ونفى عن نبيه صلى الله عليه وسلم قول الشعر، فقال عز وجل: -وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين- -يس:96- وقال سبحانه: -وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون- -الحاقة:14-، فليس من اللائق بعدئذ أن يُنظم شيء من القرآن أو الحديث في سياق الشعر، فينسب هذا إلى الله أو إلى رسوله صلى الله عليه وسلم على أنه من كلامهما. - قلت:والحق الذي يجب المصير إليه ما ذهب إليه الأكثرون من جواز الاقتباس في النظم، لعدم الدليل المانع من ذلك. ثم إن القول بمنع الاقتباس في الشعر موجب للتفريق بين النثر والشعر، وهما سواء، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله: -الشعر كلام حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام-، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، فإن الشاعر في الاقتباس لا يصرح بأن المقتبس هو عين كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام، أي لا يقول: قال الله أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو نحو ذلك، فيقال: إنه قد جعل نص القرآن أو الحديث شعراً، ولكن المقتبس يورد ذلك على أنه من كلامه هو، وإذا كان الاقتباس تضمين الكلام جملة أو أكثر توافق عبارة القرآن أو الحديث وليست منهما حقيقة، فإنه يسوغ للشاعر تغيير ما اقتبسه بزيادة أو نقصان، أو تقديم أو تأخير، أو تعريف أو تنكير، أو إبدال للظاهر من المضمر أو العكس، إلى غير ذلك مما يبتغيه الوزن من غير نكير. ومع أن البلاغيين يصرحون أن المقتبس ليس قرآناً ولا حديثاً، بل هو من قبيل الموافقة أو المشابهة، فإن كثيراً من العلماء استحبوا أن يقع الاقتباس في الشعر العف، الشريف الغرض، النظيف المعاني، وكرهوا أن يكون الشعر المقتبس فيه من القرآن والسنة مما جرى في أودية السخف والهزل والغزل والمجون، ونحو ذلك من المقامات السيئة، لما يتبادر إلى الذهن من أن هذه في الأصل ألفاظ قرآنية وجمل نبوية، فكيف وقعت في ذلك السياق السيء أو الخادش للحياء. ما يحرم اقتباسه من القرآن والحديث إن في القرآن والحديث أشياء لا يجوز اقتباسها أبداً في شعر ولا نثر، فمن ذلك ما أضافه الله إلى نفسه مما تكلم به سبحانه وتعالى، فلا يحل لأحد أن يضيف إلى نفسه ما أضافه الله إلى نفسه المقدسة، كقوله سبحانه مخاطباً موسى عليه السلام: -إني أنا ربك فاخلع نعليك- -طه:21- وقوله تعالى: -إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري- -طه:41- وقوله تعالى: -بلى ورسلنا لديهم يكتبون- -الزخرف:08- فهذا لا يجوز اقتباسه أبداً. ومما يحرم اقتباسه ما أقسم الله به من مخلوقه، فإذا اقتبس هذا صار من كلام المقتبس نفسه فيكون قسماً منه بغير الله، وهو شرك كما في قول بعض الحداثيين: والتين والزيتونوطور سينينوهذا البلد المحزونلقد رأيت يومها سفائن الإفرنجتغوص تحت الموجومن الاقتباس المحرم ما يتبادر إلى السامع أنه القرآن مع تغيير بعض الكلمات، كقول أحد الكتّاب: -والنجم إذا هوى، ما ضل يراعك وما غوى، علمه شديد القوى، ذو مرَّة فاستوى...-!! إرسال المثل من القرآن والسنة. إن في القرآن والسنة آيات وأحاديث فيها حكمة وبلاغة، وإيجاز في اللفظ، يضعها الناس في كلامهم موضع الأمثال، لرشاقتها وإيجازها وحسن مدلولها وجريانها مجرى الأمثال. فيُتمثل بذلك النوع من الآيات والأحاديث في الوقائع وفي المقامات التي يكون بينها وبين ما تضمنته تلك الآيات والأحاديث تناسب، ويسمى هذا: -إرسال المثل-، وهو أحد الفنون البديعية، وهو غير الأمثال الصريحة التي تصدر بلفظ -مثل- أو -مثلهم-، ونحو ذلك. ومما يجري مجرى المثل من القرآن قوله تعالى: -إن الباطل كان زهوقاً- -الإسراء:18-، وقوله سبحانه: -ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله- -فاطر:34-، وقوله عز وجل: -ولا يُنبئك مثل خبير- -فاطر:41- وقوله سبحانه: -لكم دينكم ولي دين- -الكافرون:6- في مقام المتاركة. والتمثل بالقرآن شعبة من الاقتباس ونوع منه، وهو جائز، بل قد استحسنه العلماء إذا وقع في موضعه المناسب، لما فيه من جمال التعبير وجلال الأداء، وإصابة الغرض قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - -إن تلا الآية عند الحكم الذي أنزلت له أو ما يناسبه من الأحكام فحسن. ومن هذا الباب ما بينه الفقهاء من الأحكام الثابتة بالقياس، وما يتكلم فيه المشايخ والوعاظ، فلو دعي الرجل إلى معصية قد تاب منها فقال: -وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا- -الأعراف:98- وكذا لو قال - عند همه وحزنه -: -إنما أشكو بثى وحزني إلى الله- -يوسف:68- ونحو ذلك كان حسناً-. =منقول من موقع جامعة أم القرىhttp://uqu.edu.sa/page/ar/147599 موضوع شائك وقد تم حسمهبورك جهدكوأرىجواز الإقتباس(التناص) ولايجوز التقليددمت متألقا | |
|