سيدي وحبيبي يا رسول الله.
عَفوَ الرسولِ، لو مثلي خاطبَ مثلكَ ،أو لساني لهِجَ بذكرِك، أم سال َ القلمُ في حبّك
كم مادحٍ،لولاكَ ما ارتفعَ له شأنٌ ولا دامَ له ذكرٌ،أفصحتَ وأعجموا، هديتَ وأضلّوا،سَمَوتَ وأسفوا،فمن كُفءٌ لك سواك
بيدَ أني في هواك عشقتُ الغوصَ والآبحار وكلِفتُ بالاصحار،ليلَ نهارَ، عساي أزدادُ بك ايمانا وتعلّقا
أنت السلامُ مولدا ومبعثا.وبشمسك أشرقت الصحراءُ بعد ظلام الجهل والشركِ والجور والعبودية
بنورك أنت، دُكّت عروشُ كسرى وروما، فحطِّمت أوثانٌ واشرأبت مآذنُ الاِيمان
بل على يديك فاضت جداول الخير والعدل،وسالت هدّارةً ينابيع الحق والوئام
بل حسبك فخراً، أنّك في عقدين اثنين من الزمن ،بدّلت مجرى الحياة والبشرية ،فاندفقت الدنيا نورا بعد ظلمة،وخصوبةٍ بعد جُدوبةٍ
وترامت خافقات آيات السلام والمحبة
أجل،يا رسول الله نشتاق اليك وما أحوجنا اليك في هذا الزمان حيثُ أنّنا من دونك في شرّ حال
يا رسول المحبة،ما كان أسعدنا لمّا جئتَ مبشّرا ونذيراً،فاذا انتقلت الى الرفيق الأعلى،أصابنا الضُّرّ وفرّقتنا الأهواءُ وحبُّ الدنيا،فجهلنا جاهليةً أخرى
ويلُ أمّة،بعدك،عطّلت شريعتك السمحاء، فاستُبدل الحقُّ بالباطل والعدلُ بالجور ،والايمانُ بالشرك،والأمن بالخوف
ها بعدك،قد تأمّرَ علينا رجالٌ لاهون عن بيضة الاسلام والمسلمين،فغُزينا في عقر دارنا وضاعت فلسطين الاسراء والمعراج ،وتكاد تضيع
العراقُ والشامُ وأرضُ الكنانة،الغوثَ،الغوثَ يا رسولَ الله
قُم وانظر كيف تهتك أعراضُنا وتُستباحُ دماؤنا
قم والعن سلاطين الدينار وملوكَ الفحشاء والمنكر،والعن ملوكاً وعلماء السوء يفرّقون أتباعك شذراً مذراً،العنهم يوقدون الفتنة بين المسلمين كي
يدومَ ملكٌ الذلّ والهوان ،ويرتفع فوق جماجم الستضعفين في الأرض
قم وانظر أطفالَ فلسطين يُجَزّرون جَزرَ النعاجِ ويُستَشهَدونَ ،لا ناصرَ ولا معين الا الله
ألا أغثنا يا حبيبَ الله،نناديك من أرض أبي ذَرّالعاملية،من شوارع القدس الحزينة،من بغداد الجريحة، نناديك من أصقاع الدنيا التي آمنت
بك رسولا وهاديا ومهد يّا،بارك لنا سواعدَ المجاهدين من أمّتك ومُدّنا بمددٍ من السماء جبّاراً قويّا
واليك يا منى القلوب الطّاهرة،من أطفال قانا وغزّة والكاظميّة،المذبوحين والجائعين والخائفين والمشرّدين والمنسيّين من زعماء الجاهلية،اليك
من رجالِ الله في لبنان وفلسطين وأرض الرافدين،اليك من أمّهاتنا أللائي حملن بالأبطال والشهداء،اليك ألف سلام وألف صلاة ،يا مولدَ النور
والبهاء،ولك حبّي على الدّوام،فباركنا يا أشرفَ الخلق المبعوث رحمةً للعالمين