بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...
الرحمن الرحيم.. مالك يوم الدين.. رب الاولين والاخرين..
نحمده ونستعينه،،،، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،،،. من يهد الله فلا مضل له،،،، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له،،
له الحمد وله الملك.. وهو على كل شيء قدير..
وحسبنا الله ونعم الوكيل..
وأشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده ورسوله وخاتم المرسلين،،، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين وسلم تسليما كثيراً.....
اما بعد
اياكم ومحدثات الامور.. فان كل محدثه بدعه..وكل بدعه ضلاله..وكل ضلاله فى النار..
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ... (ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) ... (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما) .،،،،
أما بعد،،،،،
يقول الله تبارك وتعالى فى سورة آل عمران(110)
((كنتم خير امه اخرجة للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) صدق الله العظيم،،
وقال رسول الله صلى الله عليه واله الاطهار وصحبه الاخيار،،
من رأئى منكم منكرا فاليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف ايمان،،،
رواه مسلم وصدق رسولنا الكريم
وعملا بما امرنا به الله ورسوله
نبداء هذا البحثطاعه لله ورسوله
فاقول والله الموفق
كثر الجدل الحديث فى الاونه الاخيره عن البدعه والضلاله،،
بل وكثرالمتحدثون والمدعون انهم اوصياء الله على ارضه،،
واصبحوا يحرموا ويحللوا...
بل ومنهم من كفروا بعض المسلمين ؟؟بمفهوم البدعه والضلاله؟؟
ولكننا فى هذا البحث لا ابغى الا وجه الله،،
فنرد الباطل وابطاله ،،
وندافع عن الحق واحقاقه،،
واجتهد فى هذا واخذ من الكتاب والسنه ،،
وعمل الاوائل من الخلفاء والتابعين والسلف الصالح رضوان الله عليهم،،
اولا تعريف البدعه
البدعه فى الكتاب
1- قال تعالى
{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ اِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا}(الحديد/27).
فالآية تعتبر الرهبانية من مبتدعات الرهبان التي لم تكن مفروضة عليهم من قبل، وإنّما تكلّفوها من عند أنفسهم وسيوافيك تفسير الاستثناء في مبحث تحديد البدعه
البعه فى اللغه
هى إحداث شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة... البدع: الشيء الذي يكون أوّلا في كلّ أمر كما
قال الله:- {مَا كُنْتُ بِدعاً مِنَ الرُّسُلِ}
أي لست بأوّل مرسل، والبدعة اسم ما ابتدع من الدين وغيره، والبدعة ما استحدث بعد رسول الله من الأهواء والأعمال
والبدعة ـ بالكسر ـ الحدث في الدين بعد الإكمال أو ما استحدث بعد النبي من الأهواء والأعمال
ولا نطيل الحديث غير ما ذكر
والإمعان في هذه الكلمات يثبت ،،
بأنّ البدعة في اللغة وإن كانت شاملة لكلّ جديد لم يكن له مماثل سواء أكان في الدين،
أم العادات، كالأطعمة والألبسة والأبنية والصناعات وما شاكلها،
ولكن البدعة التي ورد النص على حرمتها هي
ما استحدثت بعد رسول الله من الأهواء والأعمال في أُمور الدين،
وينصّ عليه ..البدعة في المذهب إيراد قول لم يستنّ قائلها وفاعلها فيه،
ونظيره قول القاموس:الحدث في الدين بعد الإكمال كل ذلك يعرب عن أنّ إطار البدعة المحرّمة، هو الإحداث في الدين،،
ويؤيّده قوله سبحانه في نسبة الابتداع إلى النصارى بإحداثهم الرهبانية وإدخالهم إيّاها في الديانة المسيحية، قال سبحانه: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ اِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} (الحديد/27
فقوله سبحانه:- {مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} يعني ما فرضناها عليهم ولكنّهم نسبوها إلينا عن كذب
والشرح طويل انما المقصود ،،
قول رسولنا الكريم ايكم ومحدثات الامور فكل محدثه بدعه.......الخ،،
ما المقصود بها ؟؟؟هل هى كل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله فى النار،،،
ما المقصود بها؟؟كل محدثه هل كل محدثه من جميع المحدثات والمخترعات ؟؟؟
ام انه كما قال العلماء تفسير هذا الحديث حديث آخر،،
وهو (من احدث فى امرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه مسلم ..كتاب الاقضيهباب نقض الاحكام الباطله ورد محدثات الامور،،
اذا --المقصود بها هو احداث امرا فى الدين ليس منه ،،
هذه هى البدعه المقصوده فى الحديث،،
اكتمل الدين والمناسك والعبادات،،
فمن اراد ان يغير او يحدث امرا جديد عليه فهوا المبتدع ،،
كأن يذيد على الفرائض فرضا جديدا أو ينقص او ان يحدث فرضا للحج فى مكان غير مكانه اى غير ما قاله الله ورسوله،،
او اى شىء من امور الدين التامه التى قال عنها الله ورسوله فى كتابه الغزيز ((اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا))-
تمت الفرائض والمناسك-،،
فلا يحق لنا ان نخترع نسك جديدا او فريضه جديده لم يكن لها اصل فى الدين لأنهذا بعد أبتداع فى امر الدين،،
وهذا مردود على صاحبه كما بين رسولنا الكريم،،
ثانيا
كثر الكلام عن البدعه والمبتدعه وغير ذلك،،
واشتهر بين الناس عن بعض الافعال والتصرفات والاقوال بانها بدعه...،،،
ووصل الامر بان كفروا فاعلها ومن يقول بجواز هذه الافعال والاقوال،،
ومن هذا
التوسل والاستغاثه بالرسول والصالحين
ومن القائلين بهذا الرئى الشيخ الالبانى،،
1-قول الالبانى فى مسئله التوسل والاستغاثه،،
التوسل بذات النبى صلى الله عليه وسلم والاستغاثه بغير الله شركا،،هذا قوله،،انظر كتاب التوسل ص 52 ،70،74
البحث فى هذه المسأله
1-روى البخارى - كتاب الذاه - باب من سأل الناس تكثرا،،
عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلمانه قال،،،
(ان الشمس تدنو يوم القيامه حتى يبلغ العرق نصف الاذن فبينما هم كذلك استغاثوا بادم ثم بموسى ثم بمحمد )-
وهذه استغاثه واضحه يوم القيامه واستغاثه والتوسل بمعنى واحد،،
فاذا قلنا ان هذه خصوصيه بهذا اليوم (القيامه)-
فاقول
ما رواه البخارى فى كتاب الادب المفرد ص 270
عن ابن عمر انه قال ::يا محمد ،،وذلك عندما خدرت رجله اى عندما اصاب رجه مرض الخدر ،،
ولم ينكرها عليه احد من الصحابه،،
وهذا القول عند العرب اسلوب استغاثه
فاذا قلنا ان هذا يكون فى حيات الرسول صلى الله عليه وسلم
فيجيب عن هذا ،، ما رواه الحافظ الطبرانى فى المعجم الكبير (9/17)
والمعج الصغير(1 /201 -202 )
ما يلى
عن عثمان ابن حنيف:- ان رجلا كان يختلف الى عثمان بن عفان فى حاجه له فكان عثمان بن عفان لا يلتغت اليه ولا ينظر الى حاجته
فلقى هذا الرجل عثمان بن حنيف فشكا ذلك اليه ،،
فقال له عثمان بن حنيف ،،
ائت الميضأه فتوضأ ثم أئت المسجد فصلى ركعتين ثم قل :-الله انى اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبى الرحمه ،، يا محمد انى اتوجه بك الى ربى عز وجل ليقضى جاجتى ،،،وتذكر حاجتك ،،
وروح الى حتى اروح معك:-
فانطلق الرجل وفعل ما قاله عثمان له ثم اتى عثمان بن عفان:-
فجاء البواب حتى اخذ بيده فادخله على عثمان بن عفان فاجلسه معه على الطنفسه
وقال :- ما حاجتك : فذكر حاجته فقضاها له:-
ثم قال له :- ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعه،،
وقال له :- ما كانت لك حاجه فأتنا ،،
ثم ان الرجل خرج من عنده فلقى عثمان بن حنيف ،،
فقال له :- جزاك الله خيرا ما كان ينظر فى حاجتى ولا يلتفت حتى كلمته فيى ،،
فقال عثمان بن حنيف :- والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم
و قد اتاه ضرير فشكا اليه ذهاب بصره ،،
فقال له النبى (او تصبر )
فقال :- يا رسول الله انه ليس لى قائد وقد شق على ،،
فقال له النبى صلى الله عليه وسلم (( أتى الميضأه فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات )):-
فقال عثمان بن حنيف،،
فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط ،،
قاله الطبرانى فى (المعجم الصغير ج1 ص201-202 ) والحديث صحيح
وهذا الحديث دليل على جواز التوسل بالنبى فى حياته وبعد وفاته
وهنا سؤال مهم
هل يجوز اتيان قبر النبى واتوسل بالرسول امام القبر:-
الرد :- فى كتاب البديه والنهايه ج7 ص91-92
ما رواه البيهقى باسناد صحيح ،،عن مالك الدار وكان خازن عمر :-
قال :- (( اصاب الناس قحط فى زمان عمر فجاء رجل الى قبر النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسقى لأمتك فانهم قد هلكوا ،،
فاتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام ،،
فقال :- أئت عمر فاقرئه منى السلام واخبره انهم يسقون ،،
وقل له عليك بالكيس الكيس ،،
فأتى الرجل عمر فأخبر عمر قال يارب ما الوا الا ما عجزت ))-
وهذا الرجل هو بلال بن الحارث المذنى الصحابى ،،،
فهل هذا الصحابى الذى قصد قبر الرسول للتبرك والدعاء عنده لا يعرف البدعه ،،
كما ان عمر ايضا لك ينكرها عليه ولا غيره من الصحابه ،،،
وهذا مروى فى البخارى فتح البارى شرح صحيح البخارى ،،
قال الحافظ بن حجر فى فتح البارى ما نصه ،،
روى ابن ابى شيبه باسناد صحيح من رواية ابى صالح السمان عن مالك الدار قال :-
اصاب الناس قحط فى زمن عمر فجاء رجل الى قبر النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسقى لأمتك فانهم قد هلكوا .......الى باقى الحديث كما سبق،،
وهذا فى البخارى :-،،،،
فهل يجوز التوسل بالصالحين ام انها خصوصيه للنبى صلى الله عليه وسلم
هذا ما يدور حوله البحث القادم ان شاء الله
والله الموفق