[
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين و صحبه الاخيار
من الاُمور التي نختلف فيها ويكثر الجدال حولها دائمامنذ زمن وحتى الان
مسألة التبرّك بالصالحين
وبالأماكن المقدّسة عند المسلمين، عامه والصوفيه خاصه
لما يتكرر من إثارات أو شبهات تصل عند كثير من الناس الى درجة التكفير
حتّى تكون سبب لتفريق المسلمين وبثّ الفرقة بينهم .
فهل التبرّك سنه، أم بدعه؟
:هل له في القرآن والسنّة ذكر؟
هل له تاريخ بين المسلمين لا سيّما في القرون الاُولى؟
هل له ضوابط؟
سوف نتناول ذلك
والله ولي التوفيق.
التبرّك
معاني البركة:
البركة في اللغة:
هي من الزيادة والنماء
قال أبو منصور الأزهري قوله في التشهد: (السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته)، لأنّ من أسعده الله بما أسعد به النبي(صلى الله عليه وآله)فقد نال السعادة المباركة الدائمة
والتبريك: هو الدعاء للإنسان وغيره بالبركة.
يقال: برّكت عليه تبريكاً، أي قلت: بارك الله عليك
وقال ابن الأثير: وفي حديث اُم سليم (فحنّكه وبرّك عليه): أي
دعا له بالبركة).
وقال الجوهري: يقال: بارك الله لك وفيك وعليك، وباركك.
وقال تعالى: (أن بورك مَن في النّار)).
وقال ابن منظور: بارك الله الشيء، وبارك فيه وعليه: وضع فيه البركة، وطعام بريك كأنّه مبارك).
وقال الفيومي: بارك الله تعالى فيه فهو مبارك، والأصل: مبارك فيه(4).
والتبرّك: هو طلب البركة، وهي النماء أو السعادة. والتبرّك بالشيء: طلب البركة عن طريقه.
قال ابن منظور: تبرّكت به: أي تيمّنت به).
وقال ابن الأثير: واليُمن: البركة، وقد يُمن فلان على قومه فهو ميمون، إذا صار مباركاً عليهم، وتيمّنت به: تبركا.
والتبرّك في مفهومه الاصطلاحي يراد به طلب البركة عن طريق أشياء أو معان ميّزها الله تعالى بمنازل ومقامات خاصة، وخصّها
بالتبريك، وآثرها بعنايته على سواها.
كما في مسّ يد النبي(صلى الله عليه وآله وصحبه الاخيار)
تيمّناً ببركتها،
أو المسح على بعض آثاره الشريفة بعد وفاته..
وهذا هو المراد بالتبرّك،
وهي البركة التي خصّ الله تعالى بها أشياء أو أشخاصاً دون آخرين.
البركة في القرآن الكريم
في القرآن الكريم:
ـ النبي نوح(عليه السلام) ومن معه، قوله تعالى: (اهبط بسلام منّا وبركات عليك وعلى اُمم ممّن معك...)).
ـ النبي عيسى(عليه السلام)، وذلك في قوله تعالى: (وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة...)).
ـ النبي إبراهيم(عليه السلام)، وابنه النبي اسحاق(عليه السلام)، في قوله تعالى:
فلمّا جاءها نودي أن بورك من في النار ومَن حولها)).
وقوله تعالى: (وباركنا عليه وعلى إسحاق...)).
ـ أهل البيت(عليهم السلام)، أو أهل بيت إبراهيم(عليه السلام)، على أقوال، وذلك في قوله تعالى: (رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنّه حميد مجيد)
في القرآن الكريم بخصوص بعض الأماكن والأراضي والبقاع المعيّنة
منها:
ـ البيت الحرام في مكة المكرمة، لقوله تعالى: (إنّ أوّل بيت وضع للناس للّذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين)).
ـ الأرض بصورة عامة،
لقوله تعالى: (وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها...)
وقال الرازي: والبركة: كثرة الخير والخيرات الحاصلة من الأرض).
ـ المسجد الأقصى وما حوله من بيت المقدس من أرض فلسطين، لقوله تعالى: (... إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله...)).
وكذلك في قوله تعالى: (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها...)).
وقوله تعالى: (ونجّيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين..)).
ـ اليَمَن، لقوله تعالى: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة.
ـ قوله تعالى: (وقل ربّ أنزلني منزلاً مباركاً وأنت
خير المنزلين).
القرآن الكريم وصف القران نفسه،
وذلك في قوله تعالى:
ـ (وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدّق الذي بين يديه).
ـ (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتّبعوه واتّقوا لعلّكم ترحمون).
ـ (وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون...)).
ـ (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته...)).
وفي قوله تعالى:
(كأنّها كوكب دُرّي يوقد من شجرة مباركة زيتونه).
(فلمّا أتاها نُودي من شاطئ الوادِ الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة).
.
(ونزّلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنّات وحبّ الحصيد).
بعض الأزمنة كما في قوله تعالى:
(إنّا أنزلناه في ليلة مباركة إنّا كنّا منذرين
هذا بعض معاني البركة في القرآن الكريم،
وأمّا السنّة
فالأحاديث كثيرة جداً
بعضها .
ولعلّ من أشهرها ماثبت عنه(صلى الله عليه وآله) في صورة الصلاة عليه: "اللهمّ صل على محمّد وآل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم.. إنّك حميد مجيد".
ـ التبرّك عند الاُمم السالفة
تبرّك النبيّ يعقوب(عليه السلام)
بقميص ابنه النبي يوسف(عليه السلام)،
قال تعالى: (إذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأتِ بصيراً)).
وبركة ذلك القميص، ومعلوم أنّ الله تعالى يقدر أن يرد بصر يعقوب(عليه السلام)دون حاجة الى إلقاء ذلك القميص على وجهه، ولكن لله تعالى حكمة
المباركة سبباً لتحقّق الغاية،
قال الزمخشري: قيل، هو القميص المتوارث الذي كان في تعويذ يوسف، وكان من الجنّة، اُمر جبرئيل(عليه السلام) أن يرسل إليه فإنّ فيه ريح الجنة، لا يقع على مبتلى ولا سقيم إلاّ عوفي).
ومن أمثلته أيضاً:
تبرّك بني إسرائيل بالتابوت
الذي فيه آثار آل موسى وآل هارون،
وهو الذي ذكره الله تعالى في قوله
: (إنّ آية ملكه يأتيكم التابوت فيه سكينةً من ربّكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة)
وكان هو التابوت الذي أنزله الله على موسى فوضعته فيه اُمه وألقته في اليمّ، وكان في بني إسرائيل معظّماً يتبركون به،
فلما حضرت موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيّه،
فلم يزل التابوت بينهم حتّى استخفوا به وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات،
قال الزمخشري:
التابوت صندوق التوراة،
وكان موسى إذا قاتل قدّمه فكانت تسكن نفوس بني إسرائيل ولا يفترون... وقوله: (وبقية ممّا ترك آل موسى وآل هرون)
هي رضاض الألواح وعصا موسى وثيابه وشيء من التوراة).
سيرة الصحابة
في التبرّك بالنبي(صلى الله عليه وآله) في حياته
تدلّ الأخبار الصحيحة وإجماع الصحابة على مشروعيته،
تدل على قوة إيمان الصحابة وشدّة محبّتهم وموالاتهم ومتابعتهم للرسول (صلى الله عليه وآله)، :
فكان الصحابة
يتبرّكون بالنبي(صلى الله عليه وآله)،
بمس جسده الشريف وتقبيل يده، وشرب فضل إنائه، وبماء وضوئه، ونخامته، وشعره وغير ذلك في حياته،
ويأتون بأولادهم حال ولادتهم لكيما يحنّكهم النبي(صلى الله عليه وآله) ويتبرّك عليهم ويدعو لهم،
ومن ذلك ما أخرج مسلم في صحيحه
من أن رسول الله(صلى الله عليه وآله)كان يؤتى إليه بالصبيان فيبرّك عليهم ويحنّكهم).
وقال ابن حجر:
كل مولود في حياة النبي(صلى الله عليه وآله) يحكم بأنّه رآه، وذلك لتوفر دواعي إحضار الأنصار أولادهم عند النبي(صلى الله عليه وآله)للتحنيك
- تبرك الصحابة بآثار الرسول.
- صحيح مسلم: 1 / 164. باب حكم بول الطفل الرضيع، و 6 / 176، باب استحباب تحنيك المولود.
حتّى قيل: لما افتتحت مكة جعل أهل مكة يأتون الى النبي بصبيانهم ليمسح على رؤوسهم ويدعو لهم بالبركة).
وقد وردت بذلك أخبار كثيرة نقتطف منها بعضها:
ـ عن اُمّ قيس أنّها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام الى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فأجلسه في حجره فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه ولم يغسله.
قال ابن حجر: وفي هذا الحديث من الفوائد، الندب الى حسن المعاشرة، والتواضع، والرفق بالصغار، وتحنيك المولود والتبرّك بأهل الفضل، وحمل الأطفال حال الولادة وبعدها).
ـ عن السيده عائشة: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يُؤتى بالصبيان فيحنّكهم ويبرّك عليهم).
ـ عن عبدالرحمن بن عوف قال: ما كان يولد لأحد مولود إلاّ
اُتي به النبي فدعا له).
ـ عن محمّد بن عبدالرحمن مولى أبي طلحة، عن ظئر محمد بن طلحة قال: لما ولد محمّد بن طلحة أتيت به النبي(صلى الله عليه وآله)ليحنّكه ويدعو له، وكذلك كان يفعل بالصبيان).
هذا دلالة على مشروعية التبرّك.
تبرّكهم بجسدالرسول:
روي أ نّه(صلى الله عليه وآله) جاء الى السوق فوجد زهيراً قائماً يبيع متاعاً، فجاء من قبل ظهره وضمه بيده الى صدره، فأحس زهير بأنه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال: فجعلت أمسح ظهري في صدره رجاء حصول البركة).
تبرّكهم بشعره (صلى الله عليه وآله):
ـ عن أنس قال: رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) والحلاّق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ما يريدون أن تقع شعرة إلاّ في يد رجل).
ـ عن عبدالله بن زيد قال:...
فحلق رسول الله(صلى الله عليه وآله) رأسه في ثوبه وأعطاه فقسم منه على رجال، وقلّم أظفاره فأعطاه صاحبه، قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم، يعني: شعره).
ـ لما نحر رسول الله(صلى الله عليه وآله) الهَدْي دعا الحلاّق وحضر المسلمون يطلبون من شعر رسول الله(صلى الله عليه وآله)فأعطى الحلاّق شق رأسه الأيمن ثم أعطاه أبا طلحة الأنصاري،
وكلّمه خالد بن الوليد في ناصيته حين حلق فدفعها إليه فكان يجعلها في مقدمة قلنسوته، فلا يلقى جمعاً إلاّ فضّه(.
ـ عن أبي بكر أنّه كان يقول: ما كان فتح أعظم في الإسلام من فتح الحديبية، ولكن الناس يؤمئذ قصر رأيهم عمّا كان بين محمد
وربّه...
لقد نظرت الى سهيل بن عمرو في حجة الوداع قائماً عند المنحر يقرب الى رسول الله(صلى الله عليه وآله)
بدنة ورسول الله(صلى الله عليه وآله)ينحرها بيده،
ودعا الحلاّق فحلق رأسه، وأنظر الى سهيل يلتقط من شعره وأراه يضعه على عينيه، وأذكر إباءه، أن يقرّ يوم الحديبية بأن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم).
تبرّكهم بعرقه(صلى الله عليه وآله):
عن أنس بن مالك، قال: إنّ اُمّ سليم كانت تبسط للنبي(صلى الله عليه وآله)نطعاً فيقيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي(صلى الله عليه وآله) أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جمعته في سكّ().
تبرّكهم بماء وضوئه(صلى الله عليه وآله):
1 ـ عن أبي جحيفة، قال: أتيت النبي(صلى الله عليه وآله) وهو في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالاً أخذ وضوء النبي(صلى الله عليه وآله) والناس يتبادرون الوضوء فمن أصاب شيئاً تمسح به ومن لم يصب منه شيئاً أخذ من بلل يد صاحبه.
وفي لفظ: خرج علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالهاجرة فاُتي بوضوء، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه ويتمسّحون به).
ـ عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمود بن الربيع، قال: وهو الذي مجّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)في وجهه وهو غلام من بئرهم. وقال عروة عن المسور وغيره ـ يصدّق كل واحد منهما صاحبه ـ: وإذا توضأ النبي(صلى الله عليه وآله) كادوا يقتتلون على وضوئه).
قال ابن حجر في شرحه: وفعله النبي(صلى الله عليه وآله) مع محمود إما مداعبة أو ليبارك عليه بها كما كان ذلك من شأنه مع أولاد الصحابة).
3 ـ عن سعد قال: سمعت عدّة من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) فيهم أبو اُسيد وأبوحميد وأبو سهل ابن سعد يقولون:
أتى رسول الله(صلى الله عليه وآله)
بئر بضاعة فتوضأ في الدلو وردّه في البئر ومج في الدلو مرة اُخرى وبصق فيها وشرب من مائها، وكان إذا مرض المريض في عهده يقول: "اغسلوه من ماء بئر بضاعة" فيغسل، فكأنّما حل من عقالالكبرى: 1 ـ 2/184، سيرة ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله)يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصبّ عليّ من فضل وضوئه فعقلت).
5 ـ وعنه أيضاً قال: إنّ النبي(صلى الله عليه وآله) توضأ في طست فأخذته فصببته في بئر لنا).
قال ابن حجر: والغرض بذلك ـ يعني المج ـ إيجاد البركة فيه).
ـ عن اُم هانئ:
أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) دخل عليها يوم الفتح فأتته بشراب فشرب منه، ثم فضلت منه فضلة فناولها فشربته ثم قالت: يا رسول الله! لقد فعلت شيئاً ما أدري يوافقك أم لا، فقال: "وما ذاك يا اُمّ هانئ؟" قالت: كنت صائمة فكرهت أن أرد فضلك فشربته.
وفي رواية: لقد شربت وأنا صائمة. قال: "فما حملك على ذلك؟!"
قالت: من أجل سؤرك لم أكن لأدعه لشيء، لم أكن أقدر عليه، فلما قدرت عليه شربته).
:
تبرّك الصحابة والتابعين بآثار النبي(صلى الله عليه وآله) بعد وفاته:
أفرد البخاري باباً في: (ما ذكر من درع النبي(صلى الله عليه وآله) وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك ممّا لم يذكر قسمته، ومن شعره ونعله وآنيته ممّا تبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته).
ـ عن عبدالله بن موهب:
قال: أرسلني أهلي الى اُمّ سلمة بقدح
من ماء ـ وقبض إسرائيل ثلاث أصابع ـ من قُصّة فيه شعر من شعر النبي(صلى الله عليه وآله)، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء، بعث إليها مِخضَبه، فاطّلعتُ في الحجل فرأيت شعرات حُمراً).
ـ لما حضر معاوية الموت أوصى بأن يدفن في قميص رسول الله وإزاره وردائه وشيء من شعره
ـ حينما حضرت عمر بن العزيز الوفاة، دعا بشعر من شعر النبي(صلى الله عليه وآله) وأظفار من اظفاره وقال: إذا مت فخذوا الشعر والأظفار ثم اجعلوه في كفني).
ـ جعل في حنوط أنس بن مالك صرة مسك وشعر من شعر رسول الله(صلى الله عليه وآله)().
ـ عن ابن سيرين قال:
قلت لعبيدة: عندنا من شعر النبي(صلى الله عليه وآله)، أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس. قال: لأن تكون عندي شعرة منه أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها).
ـ ذكر الواقدي أن عائشة اُمّ المؤمنين سئلت:
من أين هذا الشعر الذي عندكن؟
قالت: إن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لما حلق رأسه في حجته فرّق شعره في الناس فأصابنا ما أصاب الناس
فقال: "إنّي وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل اُناجي فأمّا أنتم فكلوه
ـ عن أنس:
أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) دخل على اُمّ سليم بيتها وفي البيت قربة معلقة فيها ماء، فتناولها فشرب من فيها وهو قائم، فأخذتها اُمّ سليم فقطعت فمها فأمسكته عندها).
تبرّكهم بعصاه وملابسه وخاتمه(صلى الله عليه وآله):
ـ عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك: أ نّه كانت عنده عصيّة لرسول الله(صلى الله عليه وآله)فمات فدفنت معه بين جنبه وقميصه().
فأخرج نعلاً لهما قبالان، فسمعت ثابت البناني يقول: هذه نعل النبي(صلى الله عليه وآله).
التبرّك بمنبره (صلى الله عليه وآله):
لقد أوضح النبي(صلى الله عليه وآله) لاُمّته أن لمنبره قدسية خاصة لا ينبغي التجاوز عليها، لذا فقد سنّ(صلى الله عليه وآله)تحريم اليمين على منبره كذباً، فقال: "من حلف على منبري كاذباً ولو على سواك أراك فليتبوّأ مقعده من النار
التبرّك المشروع:
تبرّك الصحابة بأماكن صلّى فيها النبيّ(صلى الله عليه وآله)
وهذا أيضاً من الاُمور التي خالفت فيها السلفية،
ثمّ الوهابية جمهورَ المسلمين فيه،
هو التبرّك بكل مكان حلَّ فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله)
واعتباره مكاناً مباركاً،
كمجلسه من منبره،
وغار حراء،
ومسكنه وغير ذلك،
ولا يخالف المسلمين في ذلك غير الفرقة الوهابية
فيمنعون من التبرّك بتلك الأماكن المباركة،
أو بالأماكن التي صلّى فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله)
ويحتجّون بأدلة
أنّ الصحابة لم ينقل عن أحد منهم أنّه تبرّك بشيء من المواضع التي جلس فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله)،
أو البقع التي صلّى عليها عليه الصلاة والسلام اتفاقاً، مع أنّهم أحرص الاُمّة على التبرّك بالرسول(صلى الله عليه وآله)،
علمهم بتلك المواضع وشدّة محبّتهم للرسول(صلى الله عليه وآله)وتعظيمهم له، واتّباعهم لسنّته).
:
فعن موسى بن عقبة قال: رأيت سالم بن عبدالله يتحرّى أماكن من الطريق فيصلّي فيها.
ويحدّث أنّ أباه كان يصلي فيها،
وأنّه رأى النبي(صلى الله عليه وآله) يصلّي في تلك الأمكنة.
وحدّثني نافع عن ابن عمر أنّه كان يصلي في تلك الأمكنة،
وسألت سالماً فلا أعلمه إلاّ وافق نافعاً في الأمكنة كلّها إلاّ أ نّهما اختلفا في مسجد بشرف
وللحديث بقيه ان شاء الله
الخميس 21 أبريل 2011, 4:00 pm من طرف سفير النوايا الحسنة