ظاهرة المجذوب فى عالم الصفاء ظاهرة إنسانية ماذا تعرف عنه؟!
باختصار شديد أقول و ما توفيقى إلإبالله :
*-الجذب ظاهرة فى واقعنا المعاش:ويعرف بالمجنون الذى سلب عقله وبلغة الطب المريض النفسى (المنطوى على نفسه ويهزى أحيانا)
فهو من ضمن الثلاثة الذين رفع القلم عنهم(... الطفل حتى يبلغ والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق.. الحديث الشريف).
*- الجذب ظاهرة فى الواقع الصوفى المعاش:والمجذوب بذلك الواقع الصافى نوعان:أ- مجذوب غير صاحى :أخذ عقله وفيه مقولة تتمشى مع مفاد الحديث الشريف السابق التعطر به وهى: أخذ ما وهب فسقط عنه ما وجب أى أخذ الله عقله الذى وهبه له فأسقط عنه ما أوجبه من تكاليف شرعية.
ويقال عنه مجذوب جذبا كاملا و لا يصحو أبدا(يفيق) مما فيه.
ب- مجذوب صاحى :هو مجذوب الى الحق مبتعد عن الخلق فى الظاهر يعيش حالته حسب درجة جذبه!:
*- قد يهيم تاركا الخلق ذاهبا لى جبل أو غارة أو مكان بعيد (خلوة حرائية) نسبة الى غار حراءوهو أول خلوة لسيدنا الحبيب المصطفى يختلى فيها بالحق( بظواهر الحقيقة اتى تدخله فى معية وحضرة الحق جل جلاله) ويبتعد بها عن شرور الخلق فى مكة وبها يتعبد .
*- وبمثل تلك الخلوة قد يترنم المجذوب باسم الحبيب الحق إن اكتحلت عيون بصيرته بطيف أنوار الجمال كما حدث لسلطان العاشقين سيدى عمر بن الفارض:
فقدقال عنه سيدى محى الدين بن عربى المفترى عليه والذى ظلمه الجُهلُ بمفردات لغة أهل الصفاء- فى فتوحاته المكيّة- مايلى:
(..ما بن الفارض إلا كعصفير طاف حول الحمى فدندن ولو دخل الحمى ما دندن..) رضى الله عنهما برضاه اكامل.
*- أما إذا أغرقته سيول أنوار الجلال أخذته الدهشة ويقع فى غيابت الصمت
لا يتلفظ بحرف
*-......
.........
ألخ
وحين يسمع الآذان يصحو فيدخل المسجد ويتوضأ ويصلى فإذا سلّم الإمام التسليمة الثانية رجع الى حالة جذبه ويراه من حوله فور انتهاء صلاته فإن أتى موعد الصلاة التالية أتى وأداها ثم يعود الى حاله فو كما يسمى من أرباب الأحوال فسبحان من أودع فى كل قلب ما أشغله.
خلاصة القول:
(الجذب: تقريب العبد بمقتضى العناية الإلهية المهيئة له كل ما يحتاج إليه في طيّ المنازل إلى حضرة الحق بلا كلفة وسعي منه.)همسة:تظهر ظاهرة المجاذيب جلية فى بعض الطرق فقط وهى ميزة لها وعطاء!!وهناك طرق لا مجاذيب بها وهذه أيضا ميزة لها وعطاء!!.
ولكن من أدب الطريق بها بخصوص هؤلاء :له فى خلقه شئون وسبحان من أودع فى كل قلب ما أشغله
فلا نعترض عليهم ولا نقتدى بهم
وقد أدركت كثيرا من تلك الحالات - والحمد لله - ولهم نوادر تسعد القلب الشقى
ومن سلك درب الصفاء رأى العجب العجاب ومن شرب منه شربة- كما قالوا(..من ذاق عرف.)- لن يظمأ بدها أبدا ولن يحيد عن هذا الدرب!.
وهذا والله أعلى وأعلم وبه التوفيق.
أخوكم فى الله
عبدالوهاب موسى(بيرم المصرى)
حسينى النسب محمدى السنّة وشافعى المذهب و صوفى المنهج(حصافى شاذلى) و معتدل- والإعتدال وعدمه موجود بنسب متفاوتة فى كل زمان ومكان وبين الطوائف بإختلاف مسمياتها: ثقافية واجتماعية وسياسية ودينية- ولست متعصبا وأحب الأصدقاء المسيحين وحبى لرهبانهم بوادى النطرون بمصر أشد.
هذا وكثير غيره مفصلا بسيرتى الذاتية هنا ستتعطر بمروركم الفيحان عليها وى ماقع آخرى مثل:
http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=16261