قد كنت كتبت مقالا في هذا الموضوع , و أردت نشره ولكن تراجعت عن ذلك و قلت في نفسي : ما لي و ما لهذه التفاهات , ثم خطر الأمر ببالي بعدما كدت أن أنساه فبدت لي خطورته العظيمة و نتائجه المخزية ...دُعي من قِبَلِ مراهقين مراهقٌ لا أثمر الله عمله و لا أحسن إليه أبدا ..و المراهقون الذين دعَوه هم من عليّة القوم كما يزعمون , دعوه ِليلفتوا انتباه الناس عن أمر حدث أو هو على وشك الحدوث و ليجعلوهم ينسون حقوقهم من تلاعب الأبالسة منهم المتحكمين في زمام الأمور .أتى النجم الصاعد ليغني للجيل الصاعد و ينشرَ فنه الأصيل , و يوصل رسالته النبيلة للصغير قبل الكبير ..الجيل الذي سيقود معركة طاحنة ضدّ الحملة الصليبية المسعورة في هذا القرن على الإسلام و المسلمين , و يدفع المتربصين الدوائر بالدين ويردّ المحتلين - المحتالين - لأرض العراق و أفغانستان و فلسطين , إني لأخجل من نقل هذه الحقائق و لكن هو الحق المر الذي لا بد علينا أن نذكره ليبقى دليلا على سخط الله و غضبه المتلاحق على هذه الأمة التي تدّعي بأنها مسلمة و أنها على خلُق قويم..كأنني سأروي قصة من القصص الماجنة الخيالية .. و لكن هو الخزي ُ بعينِه ....امتلأت القاعة بالفتيات المترجلات و الفتيان المتأنثين و طال الإنتظار , خشعت أبصارهم و تأججت نار الأشواق في صدورهم أملا في رؤية البطل أو المحترم العالي الشأن الذي لم يلدِ العالم مثله .و ما هي إلا لحيظات حتى صعد المنصة , وسط حراسه الشخصيين الحريصين على حياته العزيزة الغالية الكريمة ...هو فتى يلبس الضيق من الثياب معتدٌّ بنفسه مهنته الغناء و عناق النساء ..كأنه ملحدٌ من مظهره و زيه , فهو لا يحرم على نفسه التزين بالذهب و لا لبس الحرير ولا وضع عقدٍ أو سوار , لأن ( المودة ) في عصره العفن و فنه النتن يُحتّمانِ عليه خرق قوانين أو عادات اللباس الرجالي إن صح التعبير..إشرأبت له الأعناق و تعالى الصياح و بدأت الأجسام تتمايل و تتكسر حتى بدأ الصوت الجهوري في ترديد المواويل وبعد قليل فقدت بعض المراهقات الوعي من عذوبة صوته و حُسن منظره و بزته الأنيقة ..و لكن لا لوم عليه , إنما اللوم على الفتيات و الفتيان الذين ذابوا كلّهم عشقا فيه .أتينَ إلى القاعة بغير إذن آباءهن أو بإذنهم , رافقوهم أم لم يرافقوهم المهم حدث ما لم يحدُث إلا في بلاد الشرك و تحت راية المشركين ..لقد ارتمت الفتيات في أحضان الفتى ولم نرَ وجها صبغته حُمرة الحياء لا من ذكر و لا من أنثى ثم ماذا حدث ؟؟ قُبِّل الفتى تقبيلا و عونق عناقا كثيرا من رأسه إلى أخمُص قدميه و الكل في سكرته يَعمه , و مما يتفطَّرُ منه القلب أسى و يتعَصَّرُ له الكبدُ حزنا أنه أخذ من المال مالو قُسِّم على عشرين فقيرا لتزوجوا و سكنوا و عاشوا عيشا رغيدا و عاش أولادُهم من بعدهم أغنياءأ... فوا أسفا ....أخذ الملايين مقابل عناقه للفتيات و تقبيلهنَّ وهتك الستر بين الأفراد فيا لعارَ المُتمسلمين ...و لمّا كان الفتى وسيما جدّا , و لمّا رأينَه تعب من العناق و التقبيل تراجعن إلى الخلف و نزعن ما عليهنَّ من الحلي ّ و رشقن َ بها الفتى , فداست على الذهب قدماه و كان الأحرى أن يُداسَ هو بالأقدام , لكن المُراهقات قلبنَ الأمر لأنهن لا يَعلمنَ و لأنهنَّ يَجهلن لطول بُعدهن عن الله و عن القيم , و نُضجِهنَّ بين مُجتمع ليست له هوية إلا تَظاهُرَه بالعبادات التي صارت بالنسبة له عادة جافَّةٌ عنده ليس له ما يَجني منها ..مجتمعٌ يُقِلدُ الغرب في كل صغيرة و كبيرة من كيفية وضع الخاتم و في أيّ إصبع إلى كيفيّة التفنن في عصيان الله و رسوله و الإتيان بالفسوق و الفجور .بل فعلوا من الذنوب ما لم يفْعلْه الكفارُ في بلاد الكفر .فيا عجبا لحكومة شعبُها في غاية الفقر وهي تُفرّقُ على المخنثين المال العظيم و يا عجبا لحكومة شعبها يحتاج الكثير الكثير من الوعظ و الوعي و هي تُشجعه على الفِسق و الآثام و الرّذيلةو ياعجبا لآباءٍ أقبلت بناتُهن على الحرام بمراى منهم و لم تتحرّك فيهم شعرة بالغيرة و ياعجبا لشعبٍ تهتّك عرضُه بينه و يحسِبُ من جهله أنه أحسن عملا عجبا عجبا مع أيّ أناس أنا أحيا ؟؟؟ .