اقتراح قاعدتين جديدتين في النحو العربي

عبدالوهاب موسى كتب:

جذبتى عطور حرفك فأتيت فورا الى داليتكم الكريمة من أرض كنانتى أتعطر!.
نعم سيدى اللغوى الراقى
ذكرتنى بشذابعض ماكتبته فى قصيدتى ترنيمات نيلية فى قصر الرشيد:
قولا "لعولمةٍ" و"أَمْرَكَةٍ" كفـــى
فالكِبْرُ يورث ُ ذلة وصَغـَـــارا.
ونحن نسمع عن السعودة من السعودية والأردنة من الأردن ومصرنة من مصر وسودنة من السودان ورمضنة من رمضان...ألخ).
اللغة بنت عصرها وبنات أفكارنا(قصائدنا) يحمل رحمها كلمات حديثة معاشة.
و فى مجال الإعلام نقرؤها ونسمعها ويبقى دور المبدع ليدخلها فى قاموسه الخاص وهذا هو دوره اللغوى و التنويرى فى مجال التحديث والإضافة!!
لعلنى تقبلت ما قرأت بقبول حسن!.
لك محبتى فى الله وتقديرى
ولى عودة لأستمتع وأمرح فى فضاء المشاركة الرحيب

======

معين حاطوم كتب:

عبدالوهاب موسى كتب:

جذبتى عطور حرفك فأتيت فورا الى داليتكم الكريمة من أرض كنانتى أتعطر!.
نعم سيدى اللغوى الراقى
ذكرتنى بشذابعض ماكتبته فى قصيدتى ترنيمات نيلية فى قصر الرشيد:
قولا "لعولمةٍ" و"أَمْرَكَةٍ" كفـــى
فالكِبْرُ يورث ُ ذلة وصَغـَـــارا.
ونحن نسمع عن السعودة من السعودية والأردنة من الأردن ومصرنة من مصر وسودنة من السودان ورمضنة من رمضان...ألخ).
اللغة بنت عصرها وبنات أفكارنا(قصائدنا) يحمل رحمها كلمات حديثة معاشة.
و فى مجال الإعلام نقرؤها ونسمعها ويبقى دور المبدع ليدخلها فى قاموسه الخاص وهذا هو دوره اللغوى و التنويرى فى مجال التحديث والإضافة!!
لعلنى تقبلت ما قرأت بقبول حسن!.
لك محبتى فى الله وتقديرى
ولى عودة لأستمتع وأمرح فى فضاء المشاركة الرحيب

======

اخي الكبير عبدالوهاب شكرا على دعمك الكريم
ساستشهد ببيت شعرك والكلمات التي تفضلت بها في ردودي لتثبيت فكرتي
عليك ان تعرف يا صديقي بانك من نوادر العرب
فجلنا ترجلنا عن خيولنا باجسادنا لا بعقولنا مثلك لتنفتح على وعي صيرورة الشعوب
هنيئا لي بك صديقا

اخوك
معين حاطوم

====
أخى الحبيب/ معين
مدحتنى بأكثر مما أستحق وأرى نفسى تتقزّم أمام حروف مدحك السامق!!
ما أما إلا تلميذا يتعلم فى رياضكم.
ومن آخر كتاباتى:
إشتقاقى صَهْيَنَ من الصهيونية فقلت فى أحدث قصائدى:
نستِ اليهودُالهَدْْىَ حتى تـَصـَهْينتْ=فترى العدالةَََ عينُها استبدادا..
لك محبتى فى الله ومرافقتى لك فى طريق التحديث اللغوىكتلميذ وأنت المعلم.

أخي الشاعر عبدالوهاب موسى حارس عكاظ والكلمة والاخوة والاخوات فارسات وفرسان عكاظ

اعرض هنا تعقيبا للكاتب الجزائري عبد الغني بن كروم وردي عليه في موقع دروب من اجل الافادة
****

عبدالغني بنكروم علق:
15 أكتوبر 2009 في الساعة 10:30 م
العزيز معين حاطوم :
لك أجر الاجتهاد إن أخطأت وإن كنتَ صائبا لك أجرين : أجر الاجتهاد وأجر الصواب . لست أدري ما الذي جعل ثائرة ” عبد الله” تثور فصب جام غضبه عليك. ربما هي عقلية القطيع وتقديس اللغة ما يتحكم فيه كما تتحكم في العديد من أمثاله.
وبعد :
لعل ما اقترحتَه (أنت) هنا غير صائب أو ربما وجب توضيحه أكثر وإحسان ضبطه. سأساعدك على تطوير الفكرة بما يتيسر لي من معارف في النحو واللغة ( انتبه إلى تواضعي) راجيا أن تشكرني لا أن تشتمني كما يفعل بي كل من توجهت إليه بالنقد . لقد أصبحت عاجزا عن التعليقات وهم بعد أن يستفيدوا منها يمطرون بريدي بالشتائم إن لم يشتموني على الملأ.
أود أن أشير إلى أمرين مهمين ظهرا لي الآن وأنا أتمعن اقتراحك وهما أولهما :
1- موضوع الزيادة في اللغة العربية:
وهو إضافت بعض الحروف ( تجمع في كلمة سألتمونيها ) إلى الفعل الثلاثي فيتغير معناه وقد يتحول من لازم إلى متعدي …إلخ .
هذه المسألة لم تفكر فيها بما يكفي وأنت تطرح اقتراحك لأن التداخل فيما بينهما كثير ويؤدي إلى لبس خطير . صحيح أنك اخترت ما يمنع هذا اللبس وفكرت فيه مليا واستعملت معارفك في اللغة . لكن التعميم وترك الحبل على الغارب سيؤدي إلى كارثة لو سمحنا باستعمال الفعل المتجرد كقاعدة عامة وليس عند الضرورة والاقتضاء وبتحكيم مجمع اللغة العربية ( الذي سيضم الأكفاء في اللغة وليس العملاء للنظام ههههههه ) . رغم احتياطتك دعنا نقرأ بعض الأفعال المجردة لديك :
- يتوحى : أصلها واو – حاء – ألف وحروف الزيادة هنا هي : التاء والياء ( كحرف من حروف المضارعة التي تجمع في كلمة أنيت ). وعليه يكون معنى الكلمة حسب القواعد السليمة أي التي تستجيب للسليقة العربية هو : يصير كالوحي وليس كالواحة .
- بلحت : الجذر في هذه الكلمة هو الباء واللام والحاء والزيادة فيه اللام ( من خلال التضعيف ) . ووزن ” فعَّل ” في اللغة العربية يفيد دائما المبالغة وعليه فإن كلمة بّلَّح تعني أكثرت النخلة وأغزرت من توليد البلح. والأصل هنا فعل هو ” بَلَحَ النخل ” تم التأكد عليه بتضعيف عينه( وسطه ) وليس إسم ( بلحة) حتى نكون بصدد قلب الإسم إلى فعل كما تقترح أنت . لاحظ أن مسعاك شيء لكن القاعدة والسليقة العربية ذهبت إلى غير ما تهفو إليك نفسك وإن ظل المعنى – لحسن الحظ – متقاربا . لكن بالإضافة إلى غرابة التأويل النحوي في هذه المسألة بعيدا عن السليقة العربية لا يضمن لك المرء معاني متقاربة لا تختلف في التأكيد فقط . وهذا مثال سقطت فيه باستعمالك فعل ” تنرجس ” . يبدو الجدر هنا من الحروف التالية : الراء والجيم والسين وهي كلمة ” رجس” ( .. رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) أم التاء والنون فهي من حروف الزيادة ( سألتمونيها ) مما يوحي بأن الاصل ” رجس” والزيادة فيه تعني أصبح ” رجسا” وليس نرجسا .
ولو فرضنا ان النون أصلية في الكلمة فأصبح الفعل رباعيا وهو ” نرجس” أي أنبت النرجس ( نرجس الحقل ) فإن زيادة التاء عليه تفيد الاستعمال وليس الصيرورة ( من فعل صار ) . فكما نقول ترجل أي استعمل رجليه وتقنع أي استعمل قناعا تأبط اي استعمل إبطه ..إلخ فإن تنرجس لا تعني والحالة هذه صار نرجسا وإنما استعمل النرجس !! لقد بات واضحا في ذهنك أن صيفة ” تَفَعَّل” تفيد التماهي مع الإسم فقَبِلتها رغم انها مجانبة للصواب .
نعم! هناك كثير من الشعراء والشاعرات ( أقصد الشاعرة المغربية وفاء العمراني هههههههههه ) بالغوا في استعمال هذه الصيغ منها ما أضاف معنى إلى النص حين لم يكن هناك لبس ومنها ما أفسد أكثر مما أضاف .
- مسالة الكلمات الأعجمية مثل ما ورد لديك : فنجان، بلسم :
إن صياغة فعل من كلمة أعجمية أثقل من مداس أبي القاسم ولا تراعي شروط الفصاحة العربية . معلوم أن التقاء الحروف في اللغة العربية له بالسليقة حسن نغم واتساق مع التصريف ..إلخ . فلا يتلقي ساكنان ولا تبدأ العرب بساكن وتقلب ( القلب المكاني مثل جبذ تصبح جذب ) . دعنا ننظر إلى قلب الحروف في الفصاحة العربية : فكلمة اصتدم ( فعل صدم مزيد بالالألف والتاء ) تصبح ” اصطدم ” حفاظا على الفصاحة ( فصاحة الكلمة أقصد ) وهذا أمر يجب الاهتمام به جيدا حتى لا تصبح اللغة عبارة عن كلمات متنافرة خاصة حينما يتعلق بقرض الشعر كما هو الحال عند بعض ممن سمحت لهم أنفسهم بالاجتهاد دون أن ينتبهوا إلى المطب الذي قد يقعون فيه . وحالهم كمن قيل له : هل تعرف العلم ؟ قال لا ولكني أعرف الزيادة فيه !! هههههههههههههه. والمصيبة أن مثل هذه الإضافات المنفرة نجدها أكثر في القصائد الشعرية التي بحاجة إلى فصاحة أكثر من النثر .
بالإضافة إلى هذا فإنك تنقلب الألف واوا أو ياء متى عن لك ذلك . وهذا أمر اختلف فيه العرب قديما ثم حسم بسيادة اللهجة القرشية وعليك وعلى كل متحدث بالغة العربية أن يحسم فيه إذا قررنا الأخذ بما تقترح ( وإن كان الأخذ به لحد الساعة لا يبدو لي صائبا بسبب ما سلف ) . أعطي مثالا :
أتموسق :
أولا هذه الكلمة تعني استعمل الموسيقى وليس تماهى معها لأنه كما سبق ذكره صيغة تفعل ( و تفوعل) تعني الاستعمال وليس الصيرورة مثل تقنع . فبالإضافة إلى هذه الدلالة الخاطئة ( بالمقارنة مع السليقة العربية السائدة ) فإن قلبك للياء في موسيقى إلى واو في “تموسق” يجب ان يكون له ما يبرره لأن الألف قد تنقلب واوا كما تنقلب ياءً أي تصبح ” تميسق”. وإذا كان هذا الفعل ( تميسق ) في ذوقك غير مقبول فصاحة فإن الأمر يصبح غير محسوم لديك ولدى غيرك في كثير من الحالات مما يعني أن الكلام سيلقى على عواهنه إذا لم تكن هنا ” كفاءة” خاصة في ضبط الأمور . خاصة وأن الناطقين بالعربية قد يكونون غير عرب فتعوزهم فصاحتها ويُرَكِّبون أغرب الكلمات وأبشعها كما هو شائع الآن في ما يسمى بأدب الحداثة .
وعن كلمة تيسمنت : الجذر في الكلمة هو : ” سمن ” مما يعني أن معنى الكلمة أقرب إلى زيادة في السمنة أو غيره لا إلى التماهي مع ” ياسمين” لولا الصياغة غير السليمة ( إضافة الياء ) . وهب جدلا أننا نريد تصريف كلمة ياسمين بغض النظر عن الجدر والزيادة كما هو حال العرب فإني لا ارى لماذا حذفت الألف ( الحرف الثاني في ياسمين) ) وليس الياء ( ما قبل الأخير) ؟ وهل هناك قاعدة أو ” سليقة ” تحدد هذا ؟ اي لماذا لم تقل : ” تَيَاسَمَنْتُ ” في تكون والحالة هذه أقرب إل الياسمن منه إلى السمن. إن أجراء حذف حرف أو قلبه ليس بالعملية المتروكة لهوى مستعرب ولا مستغرب وإنما وجب التفكير فيها كما كان التفكير في اللغة جديا حتى قبل الأسلام وحتى في كل اللغات . فلنبق على ذات الجدية ولا يجوز أن ننساق مع الأدب الحادثة والوافد مع غير العرب أو العرب الذين تغربوا فاستعملوا اللغة كما ارادوا وليس كما يجب أن تكون .
أقول هذا ليس من أجل العبادة والتقديس للغة ولست مرغما مثلك أن أجعل منها ” اكتملت مع القرآن الكريم ” كي أمنح جواز السفر من أجل الإبحار فيها بما لذ وطاب من حذف وتغير وتبديل وتقليب . إن الجد والحاجة والمنطق والصلاحية هو ما يسمح بدوام اجتهاد وتداوله على اللسان وليس الانبطاح للمقدس هو السبيل بدليل أن ” عبد الله” الذي حذف تعليقه – وما كان يجب حذفه لأن انفعاله رد فعل يجب اخذه بعين الاعتبار – لم يكثرت إلى هذا الانبطاح .
أتمنى أن نسمع رأي معين حطوم ورأي من لهم اهتمام بالموضوع مثل فاروق مواسي وغيره . وأن لا تحذف التعليقات المنفعلة إلا إذا كانت بها كلمات بذيئة وشتائم قذرة .
مع التحية
2. عبد الغني بنكروم علق:
16 أكتوبر 2009 في الساعة 6:58 ص
عفوا كلمة تموسق حذفت فيها الياء ولم تقلب فيها ألف إلى واو. أعتذر عن الأخطاء الواردة في التعليق أعلاه الذي كتبته بسرعة وتحت إزعاج ابني أنس المتكرر.
نسيت الخاتمة وهي عبارة عن نكتة حدثت فعلا وأنا بالسنة الأخيرة من الابتدائي ( الشهادة الابتدائية ) حين كان التمكن من النحو إجباريا وليس مثل تعليم اليوم.
قامت فتاة تشكل نصا فجرَّت كلمة ” فاس ” ( مدينة مغربية) بالكسرة. المعلم رجل مسن لكنه يحب المزاح فقال لها : فاس إذن غير ممنوعة من الصرف ؟ فقالت نعم ! رد الأستاذ : تصريفها إذن : فاسَ ، يفسو ، فسوا ! فقهقه التلاميذ لأن الفَسْوَ هو الضراط بدون صوت هههههههههههه.
هذا ما جره عليها تصريف الممنوع من الصرف من نقمة لن تنساها أبدا.
مع المودة .
****

رد معين جاطوم على عبدالغني بنكروم :


الاستاذ الاكرم عبد الغني بنكروم

آسف على التأخير في الرد لانني لم استطع الولوج الى الموقع الا الآن !
وبعد،
اشكرك على مداخلتك واقول لك بداية : لا تخف فلن اشتمك ، ليس لأنك تُشتم كما صرحت ، وليس لأنك قد تسعى لتستشتم ، بل لأنني لست بارعاً في الشتم وكل ما أجيده في هذا العلم حين يستبد بي الغضب هي جملة : تباً لك !!! فيصيبني أن تفوهت بها كشحرور استنسر فحط على صدر نسر ينشب مخالبه فيه ... فيتدغدغ النسر ضاحكاً من مخالب الشحرور الريانة !
لقد لفت نظري ايها الصديق اللبيب قاموسك اللغوي الظريف ... فقرأت في مقالتك المقتضبة شرذمة منها وهي :
تشتمني * بالشتائم * يشتمونني
الرجس * الشيطان
مداس * العملاء * منفرة
انبطاح * بذيئة * شتائم قذرة
فسو ( فساء ) وضراط !!!
والفسو ايها العزيز كما تعلم ولكنك نسيت ، هو ليس الضراط بدون صوت !!! لأن الضراط هو صوت ريح البطن حين ينبجس من القفاح او الاست او المخرج او المؤخرة أو المفساة او باب الدبر . اما الفساء فالكلمة المرادفة لها في العربية هي بخراء الاست وتستعمل ايضا لرائحة الفم النتنة الكريهة !!

وبعد ان اتقبل نصيحتك وارشادك كما تفضلت في مقالتك : " سأساعدك على تطوير الفكرة بما يتيسر لي من معارف في النحو واللغة ( انتبه إلى تواضعي) راجيا أن تشكرني لا أن تشتمني كما يفعل بي كل من توجهت إليه بالنقد"
وبعد ان اعدك بشرفي الأدبي بألا اشتمك اسمح لي ان اخرج عن السياق قليلا لأبدي رأيي كما كتبته في منتدى واتا عن النقد المهني والنقد المسالم والذي وجهته الى الشاعر مصطفى الزايد في نداء منه تحت عنوان " ادخل يا معين كي نسمو بالشعر :

اخي الشاعر الاصيل مصطفى الزايد


البي دعوتك وادخل وقد " كلًّ متني" واثقل كاهلي مما حملتني اياه في بواطن دعوتك , خاصة وانني افقركم عطاء واقلكم شموخاً وابداعاً ! واكثركم نكثاً لمَ أكتب بعدما أنشر , لعدم قناعتي بالحاصل الابداعي فيما كتبت !
هذه الحالة نوع من حرب ضروس تدور بين حلم ابداعي يعتلي صهوة خيالك وفارس حبر تأبى يراعه أن تصبح رمحاً !!
كتبت في كتابي همس الحكمة :
الفكر أوصل الإنسانَ الى القمر
والشعرُ انزل القمرَ اليه !
ورغم هذا القول التعميمي الا انني اميز بين نوعين من الشعر :
شعر يغري القمر فيهبط اليه ليتسفع بين احضانه بوميضه النوراني
وآخر يتمكن فقط من النظر , عن بعد الى القمر !!
وما اهدف اليه في هذه المقدمة هو ان الشعر الحقيقي حرب ومواجهة بين الانا والآخر الجحيم( الواقع المعاش) ! بين الانا المكبوت والمحروم والاخر العذب, صاهل الاغراء وهي في نهاية الامر حرب بين المتعارف عليه من صياغات قد تكون سوقية او عادية او محاكاة محرفة وبين صياغات متجاوزة لسذاجة المطروق ,الممجوج والمتآكل من التعابير والاداء !
وكما الشعر , كذا النقد !!!!
فواحد منه وعظي تدعمه الاخلاق والمدارة !! لأننا نحن العرب مصابون برهاب الأذى - نحن لا نحب ان نؤذي احداً . نخاف ان نجرح شعور الآخرين !!ولهذا ترى بين الفينة والاخرى حين يشتدى حبنا لفكرنا وحضارتنا نبدأ بالتوسل الى بناة الحضارة أن اسمحوا لنا بابداء رأينا فيما تكتبون من اجل التجويد والاصلاح !!!
وهذا ما فهمته ايها العزيز من دعوتك الصادقة والتي اصنفها تحت اسم
النقد المسالم !!!!
ورغم ان هذا النوع من النقد هو نقد ايجابي تدعمه النية الحسنة الا انه سيكون بعيداً كل البعد عن المهنية وعن ماهية النقد الحقيقية !! لأنه نقد انطباعي يرفق بالكاتب مبتعدا عن المشاداة الادبية الفعالة بينما النقد الحقيقي هو حرب ... هو اختراق للبواطن وكشف للسببيات والغائيات ومقارنة واحكام محتكمة لادوات مهنية ورصيد معرفي مثيت, والاهم هو انه يجعل المُنتقد مواجها ومسؤولا ومحرَّضا وغاضبا ومدافعا وكابيا وليس راضخا حتى ينهض من جديد كحصان بعد كبوة !
اذا النقد من وجهة نظري هي حرب على الكاتب من خلال نصه ليجدد نفسه او يهيكلها ويجودها ويثريها !
انها اقتحام ورد على هذا الاقتحام كي تتم تهيئة ديالكتيكية للسمو والارتقاء!
والكاتب الذي يشعر بالحرج من النقد حتى ان وصل النقد الى مستوى الهجاء لهو كاتب ضعيف من وجهة نظري لن يتطور بل سيتقوقع داخل محدوديته يشكو سوء الناقد وسوء الطالع
وكما قلت في كتابي همس الحكمة :
من يخش النقد والقدح
يعمه الاطراء ويقتله المدح

اذن هذه ضمانتك اقدمها لك كي تنام قرير العين غير مشتوم ودون ان تحتاج الى استدراكات واعتذارات عن شغب أنس - أطال الله عمره واسعد والديه به - وشتم الشتامين !!

ورغم هذه المدارة فلا بد لي ان اشير الى مشكلة منهجية في نقدك واستراتيجية تلاعبية تهدف في تكتيكها تطويع المضامين الجادة الى لدغات ترفيهية حيناً ساخرا مجهراً بشعارات طنانة خارجة عن سياق المضمون متجاوزة الدقة والعلائق المنطقية الواجبة في توجيه النقد !! مثلاً رددت كلمة نرجس الى رجس وهذا خطأ لا يقع فيه من يعرض علومه المتواضعة في النحو !!! ومن ثم لتردفها بقولك رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) وحين استخرجت( سمن) من ياسمين وهذا ايضاً خطأ لا يقع فيه الا المتتلمذ !!! هذا الى جانب ان عملية " التجذير " هنا في غير مكانها !! لأنها تتجاوز قانونا منطقيا ادركه النحاة العرب وهو قانون التطابق المحقق في منع التقاء الساكنيين : والمعنى من ذلك ان الساكن الثاني هو الساكن الأول ,ولأن الأول هو المصدر اذن بدافع مصدريته يبطل الساكن الثاني !!!
وعلى سبيل المثال لو حاولنا اعراب الفعل المتجرد في جملة
تأوهت مصاغي الغيب طرباً فسيكون الاعراب كما يلي :
مصاغي : اسم متمكن من فعل متجرد في محل فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره لمجانسة الياء
وكذا كلمة " فسَّلت " فاعرابها يكون كما يلي :
اسم متماه في مكان فعل ماض والخ !
والقصد من الحديث انك لا تستطيع ان ترد كلمة الى اصلين لان الاصل الاول يحتوي الأصل الثاني !!!ولهذا فمن الخطأ رد الاسم المتماهي بعد تماهيه الى أصل فعلي !!! وكذا الفعل المتجرد لا تستطيع بعد تجريده ان ترده الى أصل اسمي !!

وكما يبدو، فلقد نبع خطؤك من الالتباس بين معنى التماهي وبين الافعال المشتقة من الاسماء والتي وضع لها النحاة مقاييس وزنية وأكثرها شهرة :

* الاتخاذ: خزّنت الماء ( وضعت الماء في الحزان )
* مشابهة المفعول به لما أخذ منه عقربت الصدغ ( قطبت الجبين فبدا كذراعي العقرب ).
* جعل الاسم المشتق منه في المفعول: كمنت البيض ( رششت عليه الكمون ) وكذا فلفلت الطعام.
* إصابة الاسم المشتق منه: أرديته من الردى ( الموت)
* اتخاذ الاسم آلة: فرّشت الثوب ( نظفت الثوب بالفرشاة)
* ظهور ما أخذ منه الفعل: صمّغ الصنوبر( رشح صمغه)
وهناك المزيد من الاشتقاقت اليك بعضها :
فَنْعَل: سَنْبَل الزرع = خرجت سنابله
وزن فَعَّل وغالب معانيه التكثير: كشر وكسّر
وزن افْعَلَّ احمر وجهه
وزن استفعل استرجلت المرأَة.
وزن افعَوْعَلَ يدل على قوة المعنى: اعشوشب، ، اخشَوْشن.
تَمَفْعَل: تمسكن.


وقبل ان اتحدث عن هذه الاشتقاقات بودي ان اتحدث عن فلسفة صيرورة اللغة !!
فحين نقول : ذهب عبدالغني الى المدرسة ليتعلم العربية
نفهم من هذا بان عبد الغني هو الفاعل وهو من ذهب الى المدرسة !!
فالمعنى هنا يطابق القياس القواعدي
وحين نقول : راينا عبد الغني ذاهبا الى المدرسة !
نفهم من هذا بان عبد الغني اصبح مفعولا به والقياس يفي بالمعنى !
والقصد ان المعاني تطوع القاعدة وليس بالعكس رغم ان عبد الغني واحدا لم يتغير في ذهابه حين كان فاعلا ولم يتغير حين كان مفعولا به !!
وبكلام آخر تتحكم بقواعد اللغة العربية كل العلائق المنطقية للمعنى المقصود والتعبير المراد ، ويقينا، من لا يستمتع بأدنى تواصل مع العقلية المنطقية لن يعرف للاعراب طريقا ولا منهجا
والآن اذا نظرنا الى الافعال المشتقة والكلمات التي بنيت وفقها فسنلاحظ نمواً عضوياً بين الاسم والفعل المشتق منه !
خذ مثلا : خزنت الماء – ومعناه انني وضعت الماء في الخزان وليس جعلت الماء خزانا ( بالمعنى فقظ طبعاً )
وخذ المثل الثاني : كمنت البيض – معناه رششت الكمون على البيض وليس جعلت البيض كموناً !
وبكلام اخر ان قلنا : تحسن حسن نفهم من هذا بأن حسناً اصبح احسن ! وان تحسن هو فعل مشتق من حسن الاسم
ولكن ان قلنا : تحسًّن علي فارتدى معطفه وسلك مسلكه ( أي معطف ومسلك حسن ) نفهم من هذا بأن تحسن هنا هي اسم متماه ! !!
والامثلة كثيرة " خذ بعضا منها :
تأسفل ( أي اصبح سافلا) فداست كرامته النعال !!!
تمنضد فوقعوا الوثائق على ظهره
تزيَّد علي فضاع بعد ان حوّر نفسه ويزيد !!
تموسقت روحي فأضحت نغمة تعذب الاوتار
افنجنك على موائد وحدتي الراعشة *اسكب فيك اهازيج اعاصيري
وهناك كلمات تعد بالعشرات ، مستعملة في صحافتنا العربية واذاعتنا ونشراتنا : كأمركة - وعولمة – وصهينة وغيرها.

من هنا اخي نفهم بأن المعنى هو الذي خلق القاعدة المقترحة والمشكلة هي في دقة الملاحظة وليس في القاعدة !!

ولكن عليك ان تعرف بأن ما نشرته في موقع دروب هو تلخيص لدراسة تمتد على اكثر من عشرين صفحة وفي نهاية الدراسة اقترح اضافة الافعال المشتقة تحت لواء الاسم المتماهي ليتسع استعمالها ويتطور بتطور اللغة والمفاهيم
وقبل ان انهي بودي ان اقول لك بانني يا اخي لو اردت ان استعمل بلّح – بالمعنى التقليدي للكلمة لاستعملت الكلمة العربية ( أبلح) ومعناها حصرمة التمر الذي يبدأ طلعا حتى تتفتق البلحات كحصرم للتمر !! ولكنني استعملتها في قصيدة كتبت اصلا للعراق فاستعملت البلح معنى كمقولة(Category) وكمثالIdea)) او كمناد (monade) أي انها متماهية من بلحية البلح المثال الواحد الاصل الذي تنبع منه الكثرة حتى ولو كانت نخلة اثمر بلحها !!! ومعنى الكلام انها من كلمة البلح المثال وليس البلح الحصرم !!

واخيرا
اشكرك على مداخلتك وكلي أمل بأن تعيد النظر لعلني استفيد !
بالنسبة لعبد الله الذي صب جام غضبه علي ، فلم أقرأ المقال وكنت اتمنى عليه ان يعيد نشره

واسمح لي ان انهي ردي بهذين الاستشهادين ؛


يقول فاروق شوشة:

"إن لغتنا ظلت عبر القرون الطويلة بفضل انفتاحها المستمر على الحضارات والثقافات واتجاهها الدائم للمستقبل، وإنها كانت تفقد جدّتها وحيويتها ونبضها عندما يتوقف انفتاح أصحابها على الجديد - الذي تزخر به حياتهم، وينغلقون على أنفسهم مضغًا واجترارا، وعندما يصبح الماضي هو مثلهم الأعلى المقدس تتجه إليه رؤوسهم، دون أن تتجه إلى حيث الهدف الطبيعي والغاية الأصيلة – المستقبل (لغتنا الجميلة، ص 8.


وقد عبّر الشاعر الفيلسوف، جبران خليل جبران، (1883-1931),قبل سبعين سنة ونيّف عن وجهة نظره حول اللغة العربية والحضارة وارتأينا انه من المفيد الاستشهاد بأقواله.في رده على سؤال حول مستقبل اللغة العربية أجاب جبران "إنما اللغة مظهر من مظاهر الابتكار في مجموع الأمة، أو ذاتها العامة، فإذا هجعت قوة الابتكار توقفت اللغة عن مسيرتها، وفي الوقوف التقهقر وفي التقهقر الموت والاندثار"31. وفي مكان آخر يرى جبران، وهو على صواب في هذا، أن الابتكار والتجديد المستمرين يثريان اللغة ويقول إن الشاعر أبو اللغة وأمها ويقصد بذلك: "اعني بالشاعر ذلك الزارع الذي يفلح حقله بمحراث يختلف ولو قليلا عن المحراث الذي ورثه عن أبيه فيجيء بعده من يدعو المحراث الجديد باسم جديد؛ وذلك البستاني الذي يستنبت بين الزهرة الصفراء والزهرة الحمراء زهرة ثالثة برتقالية اللون فيأتي بعده من يدعو الزهرة الجديدة باسم جديد؛ وذلك الحائك الذي ينسج على نوله نسيجا ذا رسوم وخطوط تختلف عن الأقمشة التي يصنعها جيرانه الحائكون فيقوم بعده من يدعو نسيجه هذا باسم جديد"32. ويخلص جبران إلى القول "وإذا كان النهوض بالروح والجوهر، فالشرق العربي ما برح بروحه وجوهره حيث كان منذ ألف سنة".


باحترام
اخيك
معين حاطوم