عـــــــــــــــــــــــــــــــودة الــــــــــــــــــــــــــرّوح

عودة الرّوح

عودةُ الرُّوح

يَارِحْلةً قَبْلَ الْهُدَى بَيْنَ الدُّجَى = شَكٌ ، سَرَابٌ يْكْتَوِي كَالْجَمْرةِ
قَدْ حَارَ فِكْرٌ ، بَيْنَ أَنَّاتِ الْجَوَى = يَحْيَا بِرُوْحٍ قَدْ هَوَتْ فِي الظّلْمَةِ
مَا اخْتَارَ إِسْمَاً أَو مِيْلَادَاً أَو غَدَاً = فِي عَالَمٍ جَاءَ بِهِ مِنْ نُطْفَةِ
حِيْنَ افْتِرَاقٍ عَنْ حَيَاةٍ،مَنْ أَنَا ؟! = يَا مَنْ هَدَى ، إِهْدِ الْأَنَا حَقِيقَتِي
بَأٌسٌ حَصِيْدٌ ، وَالدُّرُوْبُ تَرْتَجِي = سُهْدَ اللَََّيالِي عَنِ وَمِيْضٍ يَهتَدِي
أَمْضِي كَأَنِّيِ هَارِبٌ فِي مَجْهَلٍ = مِنْ حِيرَةٍ تَأبَى جُفُونِي مَرْقَدِِي
صَاحَتْ ظُنُونِي ، مِنْ وَجِيْدٍ ، قَدْ كَفَى = فَالْحَقُّ بَادٍ حَوْلَنَا وَيَغتَدِي
سَلْ عَنْ يَقِينٍ بَيْنَ أَجْدَاثِ الْوَرَى = وَفِي عُيُونِ الْكَونِ نَجْوَى الْأَوْحَدِ
أَيْنَ الْمَفرَّ مِنْ صِرَاعٍ كَالرَّدَى = أَدْمَى يَقِيْنِي ، ثُمَّ أَمْسَى قَالِيَا
يَا مَنْ رَمَاكَ الْفِكْرُ سُقْمَاً كَالْفَنَى = إِلَى مَتَى تَلْقَى ظَلَامَاً بَاغِيَا
تَحْيَا شَتَاتَاً بَيْنَ شَكٍّ قَاتِلٍ = تُعَذِّبُ النَّفْسَ وَتَدْعُو دَاوِيَا
تَبْحَثُ عَنْ ذَاتٍ وَعَنْ أَسْرَارِهَا = تَرْجُو جَوَاباً تَرْتَضِيْهِ شَافِيَا
كَمْ قُلْتُ يَا نَفْسٌ لِمَا لَا نَهْتَدِي ؟ = هَذَا وُجُودٌ قَدْ أَتَى مِنْ صَنْعَةِ
شَمْسٌ وَأَقْمَار ٌ، سَمَاءٌ وَالْمَدَى =لَيْلٌ فَإِصْبَاحٌ سَرَى مِنْ آيِةِ
فِي نِسْمَةٍ أَو نَبْتَةٍ ، فِي خَلْقِنَا = سِرٌّ جَلِيْلٌ قَدْ جَرَى مِنْ قُدْرَةِ
فَالْكَونُ يَغْفُو ثُمَّ يَصْحُو طَائِعَاً = فَمَا يَكُونُ الْأَمْرُ رَهْنَ الصُّدْفَةِ
وَمَا يُحِيْطُ الْخَلْقَ عِلْمَاً قَد خَفَى = إِلإَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا يَظْلِمُ
وَمَا شَرِيْكٌ قَدْ دَنَا مِنْ مُلْكِهِ = مِنْهُ إِلَيْهِ الْأَمْرُ يَغْدُو،يَعْظُمُ
قَدْ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ ، وَالْإِنْجِيْلَ مِنْ = حَرْفٍ تَسَامَى رَحْمَةً لا يُهْدَمُ
ثُمَّ الْهُدَى قَدْ جَاءَ فِي قُرْآنهِ = يَمْضِي بِهِ دَرْبُ الْوَرَى،وَيسْلَمُ
أَحْسَسْتُ رُوْحاً غَيْرَ رُوْحِي قَدْ سَرَتْ = بِمُهْجَتِي،تَصْفُو إِيمَانَاً،حَلَّقَتْ
عَلَى جَنَاحيِّ الرِّضَا كَنِسْمَةٍ = كَأَنَّهَا عَادَتْ إِليَّ وَاهْتَدَتْ
كَأَنَّمَا مُدَّتْ يَدٌ حَيْنَ ارْتَأَتْ = عُمْرَاً غَرِيقَاً قَدْ هَوَى ، فَأَنْقَذَتْ
ثُمَّ تَدَاعَى صَهْلُ شَكٍّ هَدْأَةً = بَينَ يَقِينِ الْحَقِّ ، ذَاتِي أَسْلَمَتْ
فَاضَتْ دُمُوعُ الْأَمْنِ تَرْوِي صَحْوَتِي = لَمَّا تَرَاءَى الْكَوْنُ حَوْلِي جَنَّةَ
أَشْهَدْتُكَ التَّوْحِيْدَ يَارَبُّ الْوَرَى = نُوْرٌ عَلَى نُوْرٍ تَسَامَى طَلْعَةَ
أَدْعُوكَ يَا رَبِّي وَنَجْوَاكَ الرِّضَا = ظَلَمْتُ نَفْسِي فَارْتَضِي لِي تَوْبةَ
رُحْمَاكَ إِنِّي طَامِعٌ فِي رَحْمَةٍ =عَلِمْتُ أَنَّ الْفَجرَ يَمْحُو الظُّلْمَةَ
يَا خَالِقَ الْجَمَالِ تَزهُو رُوْحُهُ = أَشْهَدَتَ فِيْهِ الْعَيْنَ ، بَعْضَ صَنْعِكَ
صُبْحٌ وَشمْسٌ تَزدَهِي بِنُورِهَا = فَمَا يَكُوْنُ النُّوْرُ عِنْدَ عَرْشِكَ !؟
أَبْصَارُ خَلْقٍ تَجْتَلِيْكَ بِالثَّنَا = تَفَكُّرَاً ، حَارَ بِسِرِّ مُلْكِكَ
فَكُلُّ مَا بِالْكَونِ يَسْمُو آيَةً = وَفِطْرَةً وَنِعْمَةً مِنْ فَضْلِكَ
يَا ظَاهِرَاً وَ بَاطِنَاً،يَا هَادِيَاً = قَلْبٌ مُتَيَّمٌ،بِعِشْقٍ يَخْفِقُ
لِغَيْرِكَ،الْحُبُّ يَصِيْرُ مَغْرَمَاً = وَ مَا لَهَا الرُّوْحُ سُوَاكَ تَعْشَقُ
فَاَنْتَ مَنْ أَسْقَى الدُّنا مَحَبَّةً = وَكُلُّ نَفْسٍ فِي هَوَاكَ تَغْرَقُ
بِأَبْحُرٍ تَفِيْضُ شَوْقاً هَادِراً= لِيَوْمِ لُقْيَاكَ وَقُرْبٍ يُشْرِقُ
رِضَاؤُكَ الْهَادِيْ يُنِيرُ مُهْجَةً = وَ مِنْ قُلُوْبِ النَّاسِ يَبْقَى غَارِمَا
وَحَاجَةٌ قَضَيْتُهَا بِرَحْمَةٍ = صَارَتْ غَيَاثَاً وَنَمَاءً غَانِمَا
يَا مُنْيَةَ الْعِبَادِ حِيْنَ الْمُلْتَقَى = قَلْبِي بِظِلِّ الْعَرْشِ يَحْيَا هَائِمَا
وَالنَّفْسُ تَصْبُو أَمَلَاً وَرَغْبَةً = لِرؤُيَةٍ تَغْدُو رَبِيْعَاً حَالِمَا
أَرْسَلْتَ أَدْيَانَ الْهُدَى تَهْدِي الْوَرَى = وَأَنْبِيِاءً قَد تَحَابُوا حَوْلَنَا
يَدْعُونَ رَبَّاً وَاحِدَاً فِي مُلْكِهِ = يَرْجَوْنَ إِسْلَاماً يَصُونُ نَهْجَنَا
وَيَنْذِرِونَ الْإنْسَ يَوماً آتِيَاً = وَيُخْلِصِوْنَ الدِّينَ،يُسْقِي رُوْحَنَا
فَيَقْصِدُونَ الْحَقَّ يَمْحُو بَاطِلاً = سَعْيَاً بإِخْلَاصٍ لِيَسْمُو دَرْبَنَا
يَا مَوِعِدَاً أَعَزَّ الْقَوْمَ بِالْهُدَى=فِي مَكَّةٍ كَانَ اللَّقَاءُ المْفُتَدَى
بِمَوْطِنِ الإِسْلَامِ لَاحَتْ شَمْسُنَا= وَ أَشْهَدَتْ فِي الْكَونِ رَبَّاً وَاحِدَا
وَالْمُصْطَفَى رَسُولَنَا وَنَهْجَنَا = جَاءَ بِقُرْآنٍ وَشَرْعٍ يُقْتَدَى
مُنَزَّلَاً بِرَحْمَةٍ وَنَاسِخَاً =لِكُلِّ دِيْنٍ أَو كِتَابٍ قَدْ غَدَا
مُحَمَّدٌ يَا خَاتِمَاً دِيْنَ الْوَرَى = لَمَّا دَنَوَتْ كنُتَ فَجْرَاً هَادِيَا
أَيْقَظتَ أَقمَارَ السَّما حَتَّى دَنَا = مِنْكَ السَّنَا ثُمَّ غَشَاهَا سَاقِيَا
يَانِعْمَةً سَادَتْ فَأَمْحَتْ ظُلْمَةً = حَتَّى تَرَاءَى الْبَدْرُ مِنَّا دَانِيَا
عَلَى مُحْيَّاكَ الْمُنَى تَبَسَّمَتْ = مِنْ نُورِكَ الذِي تَهَادَى رَائِيَا
تَخْطُو،فَأعْلَامُ الْهُدَى بِدَرْبِنَا = تَرنُو ، فَأَنسَامُ الرُّبَا فَوَاحِيَا
يَا مَنْ خُطَاكَ فَوْقَ قَفْرٍكَالشَّذَا = يَهفُو إِلَيْنَا عَابِقَاً وَبَاقِيَا
يَا مَنْ رَنَا،حتَّى جَثَا(رَضْوَى) لَهُ = ثُمَّ غَدَا دَرْبُ الْوَرَى مُوَالِيَا
فَمَنْ سِوَاكَ الْنُّورُ مِنْهُ قَد ضَوَى = خَيرَاً وَعَدْلَاً يَجْتَبِينَا حَانِيَا
أَثْنَىعَلَيْكَ الْحَقُّ يَا حَبِيْبَنَا = فَأَنْتَ مَنْ زَانَ الْبَرَايَا بَالْهُدَى
أَسَّسْتَ صَرْحَ الْمُسْلِمِينَ بِالتُّقَى =قَامَتْ لَكَ الْأَكْوَانُ سَعيَاً وَنِدَا
صَارَ بِكَ الْمُحَالُ،يَعْدُو،يَأْتِنَا = لَمَّا الْتَقَيْنَا بِهُدَاكَ السُّؤْدَدَا
ثُمَّ غَشَى جَوْفَ الثَّرَى تَسْبِيحُنَا = وَأَسْقَطَ الْغَيمُ وُرُودَاً وَنَدَى
يَا خَالِقَ الْأَكْوَانِ يَا رَجَاءَنَا = بَعْدَ دُهُوِرٍ مِنْ هُدَى مُحَمَّدِ
مَا زَالَ فِي الْكَونِ مَجُوْسٌ قَدْ عَثُوا = أَوْثَانُ بُوذَا ثُمَّ شِرْكٍ يَعْتَدِي
قَالُوْا ثَلَاثاً :قُلْتُ: وَيْلاً أَشْرَكُوا = سُبْحَانَكَ الْوَاحِدُ نُوراً يَغْتَدِي
هَوَتْ قُلُوبٌ وَالْتَقَتْ فِي ظُلْمَةٍ = صَمّاءَ عَنْ حَقِّ،ضَلَالاً تَرتَدِي
كَمْ مِنْ قُرُونٍ قَدْ مَضَتْ فِي غَيِّهَا = حِيْنَ ارْتَضَتْ أَصْنَامَ رِجْزٍ مَعْبَدَا
لَمْ تَرتَضِي رَبَّ السَّمَاءِ رَبَّهَا = سَارَتْ إِلَى لَيْلٍ بَهِيْمٍ كَالرَّدَى
قَالُوا إِذَا مِتْنَا وَكُنَّا بِالثَّرَى ؟! = هَلْ عَوْدَةٌ أُخْرَى وَنَلْقَى مَوْعِدَا ؟!
هَذَا مُحَالٌ أَنْ نَعُودَ بَعْدَمَا = صِرْنَا تُرَابَاً وَانْتَهَينَا عَالْمَدَى
كَمْ عَذَّبُوا،كَمْ كَذَّبُوا مِنْ رُسُلٍ = لِيُطْفِئُوا نُوْرَ الْهُدَى ثُمَّ اعْتَدُوا
مِنْ كُلِّ شَرٍّ يَحْتَسُونَ إِثْمَهُ = هَامُوا عَلَى دَرْبِ الْفَنَى لَمْ يَهتَدُوا
جَابُوا الْوُجُودَ دُوْنَ حَدٍ مَانِعٍ = فِي ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ عَاثُوا،أَفْسَدُوا
حَتَّى تَأَلَّهُوا وَعَانَقُوا الْعِِدَا = صَاحَ لِسَانُ الْحَقِّ : تبَّاً أَلْحَدُوا
أَلَمْ يَرُوا خَلْقَ السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ = سُقْفَاً أَحَاطَ الْكَونَ،تَغدُو زِينَةَ
ثُمَّ مَدَاهَا قَدْ حَوَى أَفْلَاكَهَا = مِنْ صَنْعَةِ الْمَولَى تَسَامَتْ رِفعَةَ
وَالشَّمْسُ إِشْرَاقاً غَدَتْ مِنْ شَرقِهَا = مِنْ غَربِهَا تَمْضِي وَتَغفُو آيَةَ
فَلَا بِلَيْلٍ يَمْتَطِي نَهَارَهَا = وَلَا بِصُبْحٍ عَادَ يَأْبَى طَلْعَةَ
فِي كُلِّ نَهْجٍ قَدْ تَرَاءَتْ حِكْمَةٌ = بَيْنَ شَذَاهَا نَهْتَدِي بِرَحْمَةِ
فَالنَّخْلُ تَزْهِي بَاسِقَاتٍ حَدَّثَتْ = آيَاتِهَا فِي خَلْقِهَا مِنْ نَبتةِ
أَطْيَارُ تَشدُو سَابِحَاتٍ فِي الْفَضَا = مِنْ سَعْيِهَا،أَرْزَاقُهَا بِهمَِّةِ
وَالْمَاءُ يَجْرِي أَنْهُرَاً وَأَبْحُرَاً = فِيْهِ حَيَاةٌ لِلْوَرَى مِنْ نِعْمَةِ
تَجْثُو جِبَاهُ الْأَرْضِ تَوحِيدَاً سَرَى = حَتَّى لِسَانُ الطَّيرِ قَالَ رَبَّنَا
صَرَّفْتَ فِي الْكَونِ مَنَافِعَاً لَنَا = تُبْقِي الْحَيَاةَ ثُمَّ تُحْيَّ عَيْشَنَا
ثُمَّ الْكَوَائِنَ الْتِي أَسْبَابُهَا = تَجْرِي بِأَقْدَارٍ غَشَتْ أَزْمَانَنَا
وَتَعْلَمُ السَّرَ وَمَا نُخْفِيهِ فِي = صُدُورِنَا وَ مَا حَوَى نُفُوسَنَا
يَا أُمَّةَ الْإِسْلَامِ مَا زَالَ الْهُدَى = أَنْهَارَ تَجْرِي نَرتَوِي مِنْ شَهْدِهَا
لَكِنْ بَأَحْزَانٍ بَكَتْ عُرُوبَةً = لَمَّا هَوَتْ أَسْيَافُنَا مِنْ غَمْدِهَا
وَالْتَفَّ أَعْدَاءٌ يَكِيْدُونَ لَنَا = قَدْ أَشْعَلُوا حِقْدَاً بِسَفحِ مَجْدِهَا
حَتَّى ضَلَلْنَا أُمْنِيَاتٍ قَدْ رَنَتْ = هَلْ نَضَبَتْ آمَالنَُا مِنْ وِرْدِهَا؟!
يَا رَبُّ صِرْنَا وَالْمُنَى بِمُنْتَأَى = أَحْوَالُنَا أَمْسَتْ خَرِيفَاً بَاكِيَا
أَزْهَارُنَا نَاحَتْ عَلَى أَغْصَانِهَا = مَتَى رَبِيعُ الْعُرْبِ يَدنُو زَاهِيَا ؟
تُغَرِّدُ الْأَطْيَارُ تَشْدُو أَيْكَهَا ؟= يَنَامُ عُصْفُورٌ بِوَكْنٍ شَادِيَا ؟
نَعْلُو الرُّبَا حَيْثُ الرَّجَا فِي شَرْعِنَا ؟ = ثُمَّ تَعُودُ عِزَّةٌ فُوَاحِيَا
فَلْنَذْكُرُ الْمَاضِي وَأَفْرَاحَاً خَلَتْ = كَالْأُسْدِ دُمْنَا والدُّنَا تَصْبُو لَنَا
دِيْناً،وَعِلْماً،عزّةً،وَرِفْعَةً = مَا نَالَهَا عُمْرُ الْوُجُود ِقَبْلَنَا
عِنْدَ صُرُوحِ الْمَجْدِ نَمضَي أُمَّةً = قَدْ أَيْقَظَتْ حَقَّاً زَهَى أَيَّامَنَا
ثُمَّ اجْتَبَى وَعْدُ الْعُلَا رَبِيعَنَا = حَتَّى ارْتَأَيْنَا الْعَدْلَ يَشْدُو بَيْنَنَا
كنّا حُمَاةَ الدِّينِ في ظِلِّ التُّقَى = نَرْمِي الْقِنَا،حِينَ الْوَغَى،مَوَاطِرَا
بُوُارِقٌ،بَوُاسِلٌ،صَوَارِمٌ = أَسْيَافُنَا تَعْلُو السَّنَا،شَوُاهِرَا
نَصْرٌ بِأَنْصَالِ الْحِمَى يَرْنُو لَنَا = فُرْسَانُ صِدْقٍ أَقْبَلَوا بَوَاتِرَا
مَا طَافَ دَرْبٌ مِنْ غَمَامٍ ْسُقْفَنَا = كَالسِّروِ كُنَّا نَزْدَهِي عَوَاطِرَا
كَمْ مِنْ عُهُودٍ دَامَ فِيْهَا عِزُّنَا = حَتَّى ارْتَضَيْنَا الْكَوْنَ إِسْلَامَاً هَدَى
فِي كُلِّ أَرضٍ قَدْ خَطَا أَجْدَادُنَا = نَمْضِي بِعزمنا نُنَاجِي سُؤْدَدَا
كُنَّا كَأَشْطَانِ الْبِِئَار قُوَةً = جُُنْدَاً وَآسَادَ الْوَرَى،نَمْحُو الْعِدَا
أَمْجَادُنَا،أَحْلَامُنَا،يَدٌ دَعَتْ = آمَالُنا بَينَ رَبِيعٍ قَدْ شَدَا
آذَانُنَا جَابَ الْمَدَى بِهِمَّةٍ = وَالطَّيْرُ تَشْدُو الْحَمْدَ فِي أَذَانِنَا
ثُمَّ اكْتَوَتْ أَطْيَارُنَا فِي وَكْرِهَا = تَنْعِي فَجِيْعَةً بِدَمعِ صَمْتِنَا
عُدْنَا قُرُونَاً لِمَجَاهِلِ الرَّدَى = نَحْسُو وَجِيْعَاً وَالعِْدَا مِنْ حَوْلِنَا
فِي كُلِّ مَنْحَى صَارَ أَمْرٌ يَغْتَلِي = مَا عَادَ صُبْحٌ يَلتَقِي بِشَمْسِنَا
أَعْدَاؤُنَا مِثلَ الذِّئَابِ أَقْبَلُوا = بِخِسَّةٍ ثُمَّ أَحَالَوا بَيْنَنَا
حِقْدٌ مَرِيرٌ قد غَشَى قُلُوبَهَمْ = حِينَ ارْتَأُوا إِسْلَامَنَا أَجَابَنَا
فِي عَيْشِنَا،فِي نَهْجِنَا وَكَوْنِنَا = فِي كُلِّ أَمْرٍ نَرْتَضِيهِ شَرْعَنَا
لَمَّا أرَدُوا أَنْ نَخُوْنَ سُنَّةً = وَفْطْرَةً فِيْهَا الْهُدَى يَصْبُو لَنَا
يَاأُمَّةً كَيْفَ اكْتَوَينَا بِاللَّظَى = حَتَّىغَدَا ظِلُّ الْأَعَادِي مَهْجَعَا
نَشْكُو مَعَاطِبَاً وَ أَرْضَاً قَدْ فَنَتْ= دُوْنَ حِرِاكٍ تَحْتَسِينَ الْأَدْمُعَا
بَيْنَ دُرُوْبِ الْأَمْسِ وَالْيَوْمِ،هَوَى = كُلُّ سَبِيلٍ،وَاللُّقَى تَقَطَّعَا
كَمْ رَوْضَةٍ قَدْ أُحْرِقَتْ تَجَنْيَّاً = وَأَلْفُ غُصْنٍ لِلْأَعَادِي أَيْنَعَا
قَدْ أَسْدَلَ الدَّهْرُ عَلَينَْا لَيْلَهُ = صِرْنَا إِلِى قَيْدٍ وَصَاحَ الْمِعْصَم
كَفَى رَجَاءً مِنْ عَدُّوٍ قَدْ طَغَى = كَيْفَ الْعَزِيزُ الْيَوْمَ يَشْقَى،يُهْزَمُ
كَيْدُ الْعِدَا أَسْقَى الْبَرَى دِمَاءَنَا = يَلْهُو بِنَا وَالنَّارُ فِيْنَا تُضْرَمُ
يَا قَلْبُ أُمٍ يَشْتَكِي الْعَوَادِيَا =الصَّبرُ أَوْتَادُ الْمُنَى وَبَلْسَمُ
قَدْ أَيْقَظَ الشِّرْكُ بِسِلْطَانِ الْغَوَى = لَيْلَ الْهَوَى،مَمْحَىالْهُدَى،مَلْهَى الْوَرَى
يُسْقْيِ بِهِ دَرْبَ النَّوَى وَفِتْنَةً = وَالْعَقْلُ فِي مَنْحَى الْخَطَايَا أُسْكِرَا
فِي كُلِّ وَادٍ مِنْ حَيَاةٍ أَثْمَرَتْ = خَيرَاً تَسَاقَتْ وَ نَعيِمٌ قَد جَرَى
صَالَ وَجَالَ يَبْتَغِي أَرْزَاقَهَا = وَاسْتَضْعَفَ الْأَوطَانَ غَصْباً وَافْتَرَى
يَا خَالِقَ الْإِنْسَانِ إِقْبَلْ دَعْوَةً = وَارْفِقْ بِنَا وَامْحُ الرَّدَى وَالْعَادِيَا
قَدْ طَالَ تَعْذِيْبٌ وَ طَالَتْ غَفْوَةٌ = أَنْتَ الْمَفَازُ وَ السَّبِيْلُ الدَّاوِيَا
يَارَبُّ قَدْ صَاحَتْ جِرَاحٌَ ، فَاشْفِهَا = مِنْ عِلَّةٍ تُؤْتِي وَبَالَاً عَاتِيَا
إِلَى مَتَى نَمْضِي عَلَى أَحْزَانِنَا = وَنَسْتَقِي هَونَاً وَنَدْعُوحَامِيَا
هَلْ نَرْتَجِي رَجْعَ الْخَوَالِي بِالْأَسَى ؟ = أَمْ نَرْتَضِي قَهْرَاً وَ جُرْحَاً دَامِيَا
إِنّا بَوَاسِلٌ سَوف نَمضِي والْعُلَا = يَا مَارِدَ الْعُرْبِ أَفِقْ مُدَاوِيَا
هَيَّا انْتَفِضْ مِنْ غَفْوَةٍ مِنْ غَفْلَةٍ = إِكْسَرْ قُيُودَ الذُّلِ وَامْحِقْ غَازِيَا
مَا زَالَ فِيْكَ الْفَجرُ يَدعُو وَاحِدَاً = سِرْ وَامْتَطِي رَهْجَ الْوَغَى مُحَامِيَا
وَانْثُرْ وُرُودَ النَّصْرِ حِينَ عَودَةٍ = يَا حُلْمَنَا،فَوقَ جَبِينِ أَرْضِنَا
صُبْحٌ مُضِئٌ مُشْرِقٌ سَيَزْدَهِي = إِذَا ارْتَضَينَا نَخْوَةً لِعِرضِنَا
تحلّق الْأَطيَارَ تَشْدُو حَوْلَنَا = يَهْفُو شُمُوخٌ مْنْ عَرِينِ مَجْدَنَا
لَنْ نَسْتَكِينَ رُغْمَ أَهْوَالِ الْعِدَا = نِبْرَاسُنَا يَغْدُو لَنَا مِنْ هَدْيِنَا
لَنْ يَمْحُوَ الْغَدْرُ دُعَاءً بِفَمٍ = نَحْنُ نَسِيرُ فِي سَنَا قُرْآنِنَا
عَلَى خُطَا مُحَمَّدٍ وَسُنَّةٍ = عَلَى نَشِيدِ الْعِزِّ مِنْ أَجْدَادِنَا
فَاللهُ أَكْبَرُ وَإِنَّا وَالْهُدَى = نَمْضِي إِلَى لُقْيَا الْمُنَى بِشَرعِنَا
مَهمَا تَنَامَى الْحِقدُ يَبْقَى دِينُنَا = إِسْلَامُنَا ، وَالْمُصْطَفَى فِي رُوْحِنَا




شعر : مراد الساعي