عودة الغائب....
-يا أمي ..بجاه الأيام الفضيلة إنسي أمره... نريد أن نعيش كغيرنا من الناس,قد ملأت لنا الأدراج بذكراه البعيدة... الرحمة ...
أنت أكبر من ضعفه الذي تركنا نهبا لصفعات الحياة..
كان يجب أن تبحثي عن من يظلل قصتنا المنكوبة,أن تبحثي عمن يرحمنا من العمل في سن غير مناسبة. والمعاناة التي أرهقت عمرنا...
ليس من القوة بمكان أن تنتظري....بل أن تبحثي البديل مهما كان...
-ما كنت لأحنث عهدا أنتم بذوره..وعلى كل حال يبقى والدك غاليتي.
-لكنه باعنا, وحنث ورمانا هكذا في موج الحياة لنطفوا على سطحها كقطع الخرق البالية تشتم
رائحة العز من بعيد...
-كله بأمر الله يا ابنتي وتذكري قوله تعالى: : يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور
-ونعم بالله ولكن بوجود حل لا أجد مناصا من إيجاد فرج أو فرجة تريحنا من العناء ...
-أنت تقولين هذا؟
-نعم أنا وما الضير في ذلك؟أنت تعلمين وضعي الآن, عما قريب لا يعد لي محل من الإعراب
وأنت اعرف كيف تدور عجلة الحياة دون توقف,وأنا قطعت عهدا ألا أتركك .
-سوف يعود أعدك بذلك ...بل أكيدة من هذا الأمر, ولم أكن لأحرمك أي حق من حقوقك .
-لا أعرف ماذا أقول حقا, أنا لم أطالب حينها بأمنياتي وأحلامي وأنا الكبرى أرى إخوتي ينمون كطير حمام يبحث عن مأوى, ونحن نتلوى قهرا من الداخل , ورغم هذا تجاوزنا الأوقات الحرجة الآن,الزمن يمضي ولا يعود للوراء...
-ماذا تقصدين؟
-فتحت الأدراج..ما هذا يا أمي. ولماذا؟ أين كان عندما كنا نشتهي الملابس الجميلة والرفاهية الرائعة كي نكون كغيرنا من أقراننا؟أما الآن فلا أن هذا الأمر بات مهما...
ارحمي نفسك وارحمينا معك...
- يا ابنتي هناك فرق بين المحبة بالروح والمحبة المادية...والأول هو الأكثر دواما وللأسف لا يعيه إلا المخلصون..وأتشرف أن أكون منهم لا لضعف بل لقوة...
-للإخلاص مئة وجه وليس كل إخلاص يصل للغاية المحددة...
-دق الباب فتحت ابنته..!!! دخل الجميع ..ارتمى على صدرها استقبلته بحنان بعد طول صبر..
قيل انه عاد خال الوفاض وتوفي بعد قليل من الوقت.............
أم فراس 19-8-2009