أنا الوزير والأمير , وأنت عامل صغير
من قلم غالب الغول / ق . ق . ج .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمح سمو الأمير في ولاية طرقشتان بضواحي موسكو , بـِحريّة الرأي العام , كما سمح بافتتاح مكاتب ثقافية عامة يُدار فيها أمسيات ثقافية , بإشراف الوزير بتفويض المدير العام للإشراف والتنسيق .
وقام المدير العام يترأس أول محاضرة ثقافية , بحضور جمهور غفير ولا يزيد عددهم على ثلاث من العمالة المعروفين والنشطين في المؤسسة وهم :
محشوفوف / وتورخوشوف / وغنكوشوف .
ولم يحضر من الإدارة أحد , لأن المدير العام يشغل جميع المناصب بصفته صاحب الرتبة العليا والمقام الأعلى .
قام محشوفوف وأعترض على خطاب المدير العام , وألقى قصيدة سياسية عاطفية هجائية , فلم يرق معناها للجمهور , ولم يصفق له أحد سوى المدير العام للوزارة .
وقام على الفور تورخوشوف محتجاً بقوله:
لا نريد البوح بالسياسة الغرامية وإلا سنرحل من هذا المكان ,
ونهض المدير العام قائلاً :
لا تهدد بالرحيل , فهذا ليس من شيم الناجحين الصابرين . واعلم بأن السياسة الغرامية هي التي أسست ثقافتنا ولولاها لما تجمهر الجمهور هنا . وبغيابها ستغيب الثقافة برمتها , سنشجعها ولو كره المعارضون .
فاحتج غنكوشوف قائلاً :
إن للثقافة أجنحة قوية كالنسر , ومن لم يعجبه تعديل المسار الثقافي للأفضل فليغادر هذا المكان .
اندهش المدير العام من قول غنكوشوف , ورد قائلاً :
أنا ابن عائلة عريقة , وأعرف بالسياسة أكثر مما تعرفون , وأنا لي كتبي ومكتبتي الواسعة , ولم أغادر مكاني , وتعودت أن أعمل وحدي , وما أنتم إلا عمالاً مخلصين فمن شاء فليبقى ومن شاء فليهجر , واعلموا بأنني أنا الوزير والمدير والإدارة , والكلمة لي فقط وكل واحد منكم ما هو إلا عامل صغير , فاسمعوا وعوا.
استغرب الحاضرون من كلام المدير العام , وانسحبوا من القاعة , وكل واحد منهم ينظر للآخر قائلاً :
ـــ من أكن أنا ؟ ـــ ومن تكن أنت ؟